( مقام البردة )
ألا مـن مـبـلـغٌ صـوت الـهـيام
مـقـالة عـاشقٍ حـبَّ الصّـيام
سأخـرج من الدّيار خـليُّ بـالٍ
أهــيم بحـبٍّ مـن حـاز السّلام
لـه في كلِّ نبـضٍ مـن الجـلال
شعـاعٌ فــيـه أنـــوار الــغـرام
نسيمٌ قـد سرى سـحراً فأحـيا
سها الأحـياء من طيب الكلام
سأهـدي من مُعَـنـبـره العـبـير
بـأرواح الخـزامـى مـن كــرام
وأروي من الأحاديث الصّحاح
بأسـنـاد الصًحيـحين الـقـوام
فَسُكْرِي مـن خــباياها كــــبردٍ
يحيـل الشّـوق إحـياء الظّـلام
وأفشي من السّلام بها سلامي
ذيـّاكم بالـلـوى حـسن الإمــام
أفـيـض بـها عُــبَـيرات السّـهاد
دمـوع المقل نـهــرٌ مــن مُـدام
عـلى مـن كان نهج القلب حـبّاً
كــأنـواء الشـّتاء بألــف عــــام
فـيا مـن حسـرتــاه بـهـا مـفـاز
اللّـقـاء عسى بها يوم الزّحــام
ولي في مذهـبي بالعــشق دين
محـبّتكم فـروض صلا العظام
وكـيف بـها تـلـمـني هـلّا نَــهاك
الفـؤاد مـلامـتي بـهـوى الهُمام
رســول الله خير هـوى الـبرايا
بها ذكـر الحـبيب نُهى اهتمامي
أفـيض الـوِرد أعــداد الـنّـجوم
وأعـداد الحـصى وَجُــمَ الغمام
تـهجّدي في اللـيالي المظلمات
مـلاذي في الرّقـى القرآن حـام
هـزيــع اللـيل شــاهـد للـعــبـاد
بصـدق دعاء في البيت الحرام
وفـيمَ عَـذَلْـتَـني حـبُّ الحبيب
لـعـمـري فـيه أبـقى في دوامـي
بمـكّـة لي التّـراب نـدي العطار
سـقـاها ها هُـنـا سـحّاً السّجام
بشــربي مــاء زمــزم لي شفـاءٌ
أزيـح شـديـد جـهـدي والسّقام
ســقتني مــن حـمـيّاها كـؤوسٌ
ولــي ســلوى مُـحـيّاه الـنـّظـام
إفــاقة سُـكر قـلـبي فـقـر قـربٍ
أصـارع بالوصـال دجـــا الظّلام
سـرت بـي عبرةٌ وجوى الخليل
نــواحي مـن أهـــاديـل الحـمام
صـدى الآذان صـوتك يـا بــلال
تـجــلّى حـاضـراً نشـوى السّلام
تــلى بـتـبارك الـمـلــك ابـتـهالاً
و ياسـين الـجـلالة فــي المـقام
تـمــسّكِ بالإحسان والجــلال
فـألــقى مـن رضـاه بــلا انقسام
فحكــمي بالـهـوى عهـداً رسول
يـــزيــل سـقام قـلـــبي والأوام
صريع هـواه، وابـل من الـغرام
غــرامــي و نـحــولٌ في عِــظـام
طـريح جـواه، عـشقاً بالصّـلاة
دوامٌ بـالــــدّوام عــــــــلى دوام
صريح نداه، عـطـفاً ذا سلواه
وفـي وصـله الـنّسيم أتـى لــمـام
رمــاني سـهم حـبُّـه والـصّـباب
كــأنَّــــه نــجـمـةٌ، بـــــدر التّمام
لــه عــذب التّسابــيح ابـتهاجاً
جــني الأرواح ســكناه ابـتسام
أصلّي في مـقـام الذّكـر شـوقا
أغـــنّي فـي جـمال الحسن هام
فـرشـتُ لـه بخـدّي كي يطـاها
وهــجـره سـاعةً تــبـدو كَــــعَام
صـلاةٌ من عظـيم الـبـوح فيـها
أقــــــول: بـها الـنهّاية و الختام
أحمد خليف الحسين ــ حلب ــ ٢٥ ــ ١٠ ــ ٢٠٢٥ ـــ ٣ جماى الأولى






































