أغنيَّةُ المِطر
أَهِيمُ تَحْتَ المِطرْ،
أَهِيمُ وَأَنْتَ بَعِيدْ،
أَحْلَامِي تَذُوبُ فِي المِطرْ،
وَتَرُ قَلْبِي يَصْرُخُ حَنِينْ.
—
عَازِفٌ فِي لَيْلِهِ،
يُصْغِي لِقَلْبٍ حَزِينٍ،
وَتَرُهُ المُنْفَرِدُ،
يَبْكِي حَنِينْ.
همسات المطرْ… همسات المطرْ…
يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهِ،
عَنْ صَدَى مَاضِيهِ،
عَنْ غِيَابٍ طَوِيلٍ،
ضَاعَ فِيهِ.
الغياب… الضياع… الغياب…
كُلُّ قَطْرَةٍ تُنَادِيهِ،
كُلُّ زَخَّةٍ تُرْجِعُ صَوْتَهُ،
وَالسَّمَاءُ تَبْكِي،
وَالأَرْضُ تَحْتَضِنُ خُطُوَتَهُ.
تبكي السماء… تبكي السماء…
فِي هُدُوءِ المَسَاءِ،
دَمْعَةٌ تُصْبِحُ نَغْمَةً،
وَالقَلْبُ يَغْفُو،
عَلَى وَتَرِ أَحْلَامِهِ.
نغمة… نغمة… نغمة…
يُنَادِي الطُّيُورَ،
“خُذُوا رَسَائِلِي،
أَعِيدُوا لِي صَدَى،
أَيَّامِي وَلَيْلِي.”
رسائل… رسائل… رسائل…
لَكِنَّها تَعُودُ،
مُثْقَلَةً بِالغُيُومِ،
تَبْعَثِرُ وَجْهًا،
كَانَ يَسْكُنُ الأَحْلَامَ
الغيووم… الغيووم…
وَحِينَ يَطْلُ القَمَرُ،
يُسَافِرُ نَحْوَ الضِّيَاءِ،
يَرْجُو مَرْفَأَ رُوحٍ،
ضَاعَ فِي الفَضَاءِ.
الضِّيَاء… الضِّيَاء…
فِي زَوَايَا المَدِينَةِ البَارِدَةِ،
يَمْشِي وَحْدَهُ، لا أَحَدَ يَسْمَعُهُ،
يَدَاهُ تَبْحَثُ عَنْ دَفْءِ،
وَعَيْنَاهُ تَبْحَثَانِ عَنْ نُورٍ.
نور… نور… دفء…
وَيَهْمِسُ لِلرِّيَاحِ:
“أَعِيدُوا لِي أَيَّامِي،
أَعِيدُوا لِي طَيْفَ الحُبِّ،
أَعِيدُوا لِي قَلْبًا لا يَعْرِفُ الغِيَابَ.”
الغِيَاب… الغِيَاب…
تَمْطُرُ الذِّكْرَيَاتُ فَوْقَهُ،
كُلُّ زَاوِيَةٍ تُخْبِرُهُ قِصَّةً،
كُلُّ شَارِعٍ يَرْوِي لَهُ حَنِينًا،
وَاللَّيْلُ يُغَنِّي مَعَ المِطرْ.
المِطر… المِطر…
أَهِيمُ تَحْتَ المِطرْ،
أَهِيمُ وَأَنْتَ بَعِيدْ،
أَحْلَامِي تَذُوبُ فِي المِطرْ،
وَتَرُ قَلْبِي يَصْرُخُ حَنِينْ.
وَيَعُودُ آخِرَ اللَّيْلِ،
يُغَنِّي لِلْمِطرْ،
عَلَّهُ يَلْقَى وَطَنًا،
بَيْنَ نَغَمٍ وَالمِطرْ.
المِطر… المِطر… نغَم… نغَم…
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































