اليوم وضعتُ خاتمةً لوَلهي
لم يكمل عامه
هكذا أفضل
كي لا أكرّر الاحتفال به،
في بدايته
كنتُ ألوم نفسي
على تعلّقي بعصفور في قفصه
شدّني تغريده
رقصَتْ له أوراقُ أغصاني
لم أنتبه أنّ بابه لم يكن مقفلاً
وأنّه يتنقّل بين الشّجيرات
يتصنّع الهدوء واللباقة
والكثير من الأعذار،
تلقّيتُ إشاراتِ تحذيرٍ لواضحة
كلّما التقينا:
في أول مرّةٍ
صرتُ حزمةَ أعواد ثقاب جافّة،
ثانيها
كسرتْ الرّيحُ أصيصَ الزّهرة عند الباب،
ثالثها
غاب واستطال الغياب
ومن ثمّ انطفأتُ وأنا في بداية الاشتعال،
أتمدّد في غرفة مظلمة
أستحضر صوته وظلاله
وأصبح خفيفة ودقيقة
مثل وتر مشدود
تداعبه ريشة
فأصدح من خمرة السّكون
كنتُ أُرضّي نفسي بشظايا صغيرة
تعيدُ لي تدفّق حبّه بين الحنايا
نعم ! لم يكتمل العام على ما فعله
بقلب يتيم لايعرف الوشايات
ولا الغواية ،
مع أنّ آفتي النّسيان
لكنّه ترك في ذاكرتي
علامة فارقة
وستكون له شاهدةٌ بارزة في مقبرة الذّاكرة
بعدها سأتحصّن جيداً
بألّا ألتفتَ بعد اليوم
لأيِّ شدوٍ مبطّن
كيلا أرقص من شدّة الألم .
فاطمة حرسان






































