طفلٌ صغيرْ
يضمّ جثمانَ أمِّهِ بقوّة
يصرخ بنشيجٍ يفتّتُ القلوب
كيف سنحيا من دونِ أمٍّ وأب
تَدقُّ كلماتُه المغزولة بالألم
المساميرَ في صُدُورِنا
ألمٌ فاقَ حدَّ التّصوّر
تَخرجُ أختُهُ منْ مدرستِها فرحةً
مهلّلةً لمجيءِ أحدٍ من أفرادِ عائلتِها
لاصطحابها
تباغتُها الصّاعقة
صارتْ سيّارةُ المشاويرِ الجميلة
هيكلاً عظميّاً
اقتاتَ عليها دودُ الشّرّ
الشّرِه الّذي يلتهمُ كلَّ شيءٍ
بكتْ معلّمةُ الصّفّ
فالدّرسُ اليوم من مدرسةِ الحياة
من مدرسةِ الوجع ِالمحدِق بالرّوح
سيتمُّ إعرابُ كلَّ مواجعِ اليتمِ المعتّقِ بالدّم
وسيتمُّ حلُّ معادلاتِ الرّياضيّاتِ الكميّةِ للألم
سيردّدُ الطُّلابُ قصائدَ النّحيب
وفي حِصّة الرّياضة
سيلطمُ التّلاميذُ موتَ الطّفولة
وستُعَلَّقُ على الحائطِ في نهايةِ الفَصل
أسماءُ من نالوا أعلى درجاتِ الصَّبر
فحتَّى التّجلّدُ وقفَ على استحياءٍ منهم
يربّتُ على أكتفاهم بحنوّ
خلّفوا ثلاثةَ أطفالٍ
يَشْتاقونَ عناقاً
يحلمون بغدٍ
يصفّقُ فيه والداهم
في احتفالات تخرّجهم
يَشْتَهونَ عشاءً واحداً بعد
لا فَقْدَ فيه
تتحلّقُ فيه الأُسرةُ كلّها
حولَ مائدةِ الفرح
المصلوبِ ظلماً
بقذيفة!
بقلم كوثر فقيه






































