عاد المَطَرُ
دَائِمًا لَهَا …
عَادَ المَطَرُ
زَمَـانٌ طَيِّبٌ..
كيف أُحَيِّي هَذِي الطَّبِيعَـةَ ؟
نُقطَـةُ مَـاءٍ يَنتَظِرُهَـا البَشَرْ
وَكَذَا التُّرابُ وَالطَّيرُ وَالشَّجَرْ
أرضٌ تَفتَحُ ذِرَاعَيْهَـا
عُشبةٌ في الصَّخرِ
تَبتَهِلُ الى الماءِ وَتَنتَظِرُ
أنَـا ما زلتُ أنَـا
أفَكِّرُ بكِ قَمَرًا
يَشتاقُ سَرِيرُهُ نَجمَـةً
على رَأسِ كَلِمَـةٍ تُحَيِّيهِ
في إصبَعِهَـا خَاتَمٌ
تَسألُـهُ _
هل فِعلًا قال نَعَـم ؟
يَـا امرأة _
كيفَ مِعًا مَشَّطنَا شَعرَ اللَّيلِ
على قَندِيلٍ يَنُوس ؟
كيف نَملِكُ جَميعَ هذه العَوَاطفَ
ولا عاطِفَةَ واحدةَ تَحنُو
على ثَغرِ الصَّبَـاح ؟
ولا يدَ تَتَّكِىءُ على خَاصِرةِ اللَّيل ؟
تَحمِلُنا الأرضُ نَحمِلُهَـا
حِينًا كُرَةَ ثَلجٍ
حِينًا كُرَةَ نَـارْ
وأنا الّذي على بَابِ الطُّفُولَـةِ
دَائِمًـا
رأيتُكِ في لَهوٍ على كَتِفِ الغَيبِ
تَجمَعِينَ ألوَانَ الغُرُوبِ في عَيْنَيْكِ
وغُيُومَ الضَّبَـابِ
للرَّعدِ لِلبَرقِ
تَقُولينَ _
لا غَاشِقَاتٍ بَعدِي
لا عَاشِقَاتٍ تُشبِهُنِي
حُرُوفِيَ الشِّـرَاعُ
وَتَختِي السَّفِينَـهْ
أحمِلُ ذَاكرَةَ طُفُولَةٍ فيِ الشّمـال
ينابيعُ على كَتِفَـيَّ
وَأحمالٌ ثقيلَـهْ
جَـاءَ سَنَدِي
حِينَ . . رُبَّمَـا
كان لِسَانِي يَصُوغُ المَوتَ
لكنَّ شَفَتَيَّ ضِفَّتَـانِ
جَرِفَتْ إلى البَحرِ رُكامَ الأَشيَـاءِ
أودَعَتْهَـا طربُونَ بَيلسَانْ
هَل ذَاكَ المَوتُ حَقًّا حَيَـاةٌ ؟
هلِ الحَيَاةُ حَقًّـا مَوتٌ ؟
أَمَا عُدتِ تَذكُرِينَ أنَّكِ انشَقَّيتِ
إلى نِصفَيْنِ _
نِصفٌ يَفِرُّ الى غَيرِ مَكَـان
نِصفٌ يَجلِسُ إلى طَاوِلةِ السُّؤَالِ
إلى جَانِبِهِ إيرُوسُ
[ ما أحَبَّ الإنتِظَـارَ!
ما أحَبَّ الغَرَقَ
فِي النِّسيَـان ! ]
يا امرَأة!
لا زِلتِ تَلبَسِينَ الفَجرَ والنَّهرَ
وَزَهرَ الأُقحُوَان
للأرضِ في تِشرِينَ
تقُولينَ _
جَعَلتُكِ فِي مِعصَمِي سِوَارًا
غدًا تُزهِرِينَ
تَضحَكُ الجِنَـانُ
زَهرٌ فِي الصَّدرِ
زَهرٌ فِي الرَّغبَـةِ
وَعَلَى لسَانِ العُشبِ
يَتَمَاوَجُ اخضِرَارٌ يَطفُو
عَلَى مِيَاهِ السُّؤَال
غَدًا _
تَجمَعِينَ
شَظَايَـا
القَصِيدَةِ
للشِّعرِ
قَلِيلٌ مِنَ المِلحِ
يُطهِّرُ جِرَاحَ الزَّمَـانْ
كَثِيرٌ مِنَ الحِبرِ
وَيَضحَكُ المَكَـانْ
ميشال سعادة






































