عزيزي ميم،
صدر الألبوم الموسيقيّ الّذي كنت أنتظره
أخيرًا..
وبما أن عدد المهتمين صفرًا؛
فلتبدِ أنتَ شيئًا من الاهتمام على الأقل..
سأعتبرك كذلك وأخبرك إذًا
بأني توقّعت ألبومًا مختلفًا
لم أحبّ توقعاتي، وعشقت حقيقة أنّه خالفها.
لازلتُ أشغّله على مدار السّاعة
أتمنّى امتلاك إحدى تلك النّسخ
لدي نسخة مفضلة في الواقع..
ماذا عنك؟ ما جديدك؟
هل يتصرّف من حولك باستهتارٍ تجاه شيءٍ تحبّه،
لدرجةٍ تشعرُ فيها بأنّك كثير؟
تشعر بالشّيء الوحيد الّذي لا زال يشعرك
بضخّ الدّمِ في عروقك.. ليس إلّا مبالغةً تافهة
تنقذ حياتك – التّافهة.. أم؟
كتبت لك باستمرار حتّى وصلنا معًا إلى هذا الرّقم المميّز.
عزيزي ميم،
يقال.. أنّ الدّماغ لا يستطيع التّفريق
بين الألم الجسديّ، والألم النّفسيّ أو العاطفيّ
تخيّل.. نفس المنطقة المسؤولة عن التّعامل مع الألم الفيزيائي
تتنشّط أيضًا عندما تتألّم عاطفيًّا
أليس المعنى واضحًا.. أنّ لا فرق بين ألمٍ وآخر!
عليكَ الاعتناء بقلبك أكثر.
هل نتغيّر فعلًا،
أم أنّ جوهرنا يبقى؟
أشعر بأنّي شخصٌ مختلف
لكن بطريقةٍ مألوفة.. هل يمكن ذلك؟
بدأتُ رسالتي ورأسي يزدحمُ بالأفكار
والحكايات الّتي أردت قصّها عليك..
ونسيتُ معظمها..
عزيزي،
هل تبكي عادة؟
يمكنُ لأبسطِ الأشياء أن تجعلني أذرف أغزر الدّموع
وفي معظم الوقت.. تبكيني الرّقة..
النّجاحات غير المتوقّعة، دموع الفرح في دراما جميلة،
شعور الوصول، زفرة الرّاحة الّتي يقولُ فيها الإنسان ما هو أعمق من الكلام،
تنهيدة ما قبل النّوم..
والكثير من المشاهد الّتي تغمرك
ولا تستطيع التّفاعل معها إلّا بدمعة..
هل تبكيك مظاهر السّعادة أكثر أم الحزن؟
سأقول السّعادة.
هل على كلّ هذا أن ينتهي في أكتوبر أيضًا؟
أليس شهرُ البدايات!
تذكّرت مقولةً أخرى.. “كلّ نهاية، هي بداية لشيءٍ آخر”
فلننتظر ونرى! ربّما صحيحٌ أنّ الآتي أجمل.
عانق نفسك، امنحها الحبّ الأكبر
وقدّرها كثيرًا!
إلى لقاء، ميم.
_رسائل ستبقى معلّقة في السّماء ١١٣_
بتول حمادة






































