أنا الأنثى …
بقلم … راوية جراد
أَنـــا أُنــثَـى يُــراودُنـي اكـتـئـابي
وَأَسْـكُنُ فَـوقَ أَهـدَابِ االـسَّحابِ
وأُحــرم فــي ظـلال الـغيمِ حـتّى
يـتوبَ الـقلب مـن طـول انـتحابي
أُطَـــاردُ نَــجـمَ عَـيـنَـيكَ اشـتِـياقا
فَـيقذفنِي الـسَّرابُ إلَـى السَّرَابِ
وَيَـمضِي بِـي كَـخَيلٍ فِـي سِبَاقٍ
وَيُـغـمِـدُ سَــيـفَ آهَــاتِ الـعَـذَابِ
وَيُـجـبرنِي جُـنُـونُ الـحُـبِّ حـتَّـى
أُرتِّــــــلَ وِرد آهــــــات الــغِــيَـابِ
فَـــإنْ أَقـبَـلتَ أمـطـرتِ الـفـيافي
وَسَــالَ الـنَّـهرُ مــن غــابٍ لِـغـابِ
تُـذِيبُ الـوجدَ فِـي شَـفَةِ اللَّيَالِي
وَتَــطـبـعُ قُـبـلـةً عــنـد اقـتـرابـي
وتـعـزمني عـلـى كــأسٍ خـتامي
تَـعـتقَّ مِـن غـرامي فـي الـخَوابِي
تُـقلِّبُ فـي جِـمار الـشَّوق قـلبي
فـيـرقـصُ حـافـيًـا قــيـدَ الــرِّغـاب
ومــن يــا حـبُّ؟ مَـن غـيري تـراهُ
يُـعيدُ لِـنشوةِ الـشّوقِ الـتَّصابِي؟
أَنَــا الأُنـثَـى الَّـتِـي تُـهـدِيكَ بـحرا
تــمـوّجَ فـــي هُـــدوءٍ واضـطِـرابِ
فَــإِن أقـبـلتَ أَزهَــرَ روض عُـمري
بِـثـغرٍ عَــادَ يَـسـكَرُ مِــن رُضـابي
وتـعـزف مِــن جـنـاحِ الـقلب لـحنًا
رَبَـابـيَّ الـتّـأمُّلِ فــي اسـتـلابي
ونـهـمِسُ وَالـنُّـجُومُ شُـهُودُ وَجْـدٍ
فَـتَـغـمِزُ لـلـسَّـمَاءِ مِــنَ الـعُـجابِ
وَنَـسْرِقُ مِـنْ جُـيُوبِ الـلَّيْلِ نَـجْمًا
يُـزيح الـحـزن مِـنْ طـولِ الـغِيَابِ
وَقــد هَــزَّ الِـزَّمَـانُ جَـنَاحَ شـوقي
فَــلَا يَــدْرِي وَلَا أَدْرَكْــتُ مَــا بِـي
أُدَاعِـــبُــهُ لِــيَـهْـدَأَ غَــيْــرَ أَنِّــــي
كَمَنْ يُهَدِّي الجَحِيمَ إِلَى الشِّهَابِ
وَيَــزْدَادُ الـتَّـوَهُّجُ فِــي انـصـهَاري
وَيَـــزْدَادُ الـتَّـهَـلُّفُ فِــي الـتِّـهَابِي
وَقَـدْ طـرح الـنُّجُومَ عـلَى يَـمِينِي
وَبَـاقِـي الْـكَـوْنِ يَـطْرُقُ أَلْـفَ بَـابِ
فـتَـرتجفُ الـكَـوَاكِبُ فِــي مَـدَارِي
وَتَـرْتَـجُّ الأَرَاضِــي فــي انْـقِـلَابِي
وَيَـمـلِكُنِي هَــوَاكَ ولَـسـتُ أَدرِي
أَأَحــيـا فِــيـكَ أَم هـــذا عِـقـابـي
إِذَا مَــا غـبـت يــا بــدري خُـسوفًا
فــإنَّ الـمَـوْتَ أَهْـوَنُ مِـنْ عَـذَابِي
فَـــإِنْ عَــاشَ الـفُـؤَادُ كَـمَـا رُفَــاةٍ
حَــــرِيٌّ بِــــي مُــــوَارَاةُ الــتُّـرَابِ
من ديوان: أريد حياة






































