قصّة قصيرة
الشّهقة الأخيرة
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد
مصر
فتحت نافذة المكتب الّذي تعمل فيه بسرعة مهرولة ، بعد أن سمعت صوت انفجار و أزيز الطّائرات الّتي تخترق المجال ، وسط ضجيج المدينة و صياح النّاس ٠٠
فنزلت مع كلّ العاملين مغادرين المكان ، عندما بدأت صافرة الإنذار ، و احتموا جميعا بمخبأ تحت البناية المقابلة مع العشرات الفارّين من القذف ٠
و بعد حالة من الهدوء النّسبي ، قرّرت أن تذهب إلى بيتها العتيق في قاع المدينة الحيّ الأثريّ ٠
كي تتفقّد حجم الأضرار الّتي نزلت به نتيجة الدّمار ، حيث يضمّ أركان البيت مقتنيات الأجداد الّتي بها رائحة عبقرية المكان ٠
و مكتبة بالطّابق الأرضي يرجع تاريخها إلى أكثر من قرن من الزّمان ، تحتوي على مراجع و مصادر و و كتب و صور للآباء الرّاحلين ، أضف إلى خرائط و وثائق و سجل أسرار و اسطوانات ، قد احتفظت بها ترويها للأجيال ، و مشجرة فيها نسب القبيلة التي جذورها ضاربة في رحلة النّسيان ، حيث الذّكريات و الأيام المفقودة و المجهولة ، لكن لها صدى الزّمن الجميل ٠
شاهدت كمّ الرّكام الّذي غطُى وجه الأرض و من المستحيل العثور على بقايا هذا الكنز ، فانتابتها نوبات بكاء ، تجمع الجيران حولها ، لكن دون جدوى فقد شهقت الشّهقة الأخيرة و فاضت روحها إلى خالقها الرّحمن ٠






































