بقلم … هند زيتوني .
لستُ مثلَ مارسيل بروست الّذي
نامَ كثيراً ثمّ قال:
(أن يحلمَ المرءُ حياتَهُ خيرٌ من أن يحياها )
أخافُ أن أصحوَ من الحلمِ
فأغرقُ في كوابيسِ الأيّام
سأجرِّبُ أن أحتسيَ
كأساً من الموسيقى
وأصبحُ موسيقيّاً بسيطاً
يعزفُ الميجانا على الرَّبابة
ليلتفَّ حوليَ البسطاءُ
أكونُ سيِّدَ المتعبينَ في الأرض
وأنزلَ على درجِ الغناءِ نغمةً .. نغمة
كان عليَّ أن أعلِّقَ قصائدي
كقرطٍ في أذني
كي لا يسرقَها أحد
الشُّعراءُ يتكاثرونَ
في الصّيف بسببِ الحرارة
ويتقلَّصون في الشّتاءِ
لندرةِ التَّدفئة
الشَّاعرُ الّذي قتلَ أمَّهُ البارحة
كانت تدسُّ له السُّمَّ
في طبق الشِّعرِ الكبير
لكيلا يتذوَّقَهُ أحد
والدي كان شيوعيَّاً
لا يريدُني أن أبنيَ بيتاً
من الشِّعرِ العظيم
لأنّ ذلك من الإسرافِ و التَّرف
كان يصلِّي باتِّجاهِ قِبلةِ كارل ماركس
ويسكنُ في برميلٍ مثلَ ديوجين
العظماءُ لم يسكنوا القصور
لأنّ سقوفَها مبنيَّةٌ
من عظام الفقراء
مرصَّعةٌ بلآلئ عرقِهم و دمِهم
الرجلُ الحقيقيُّ يرتدي كلماتِهِ المأثورةَ
وثوبَه المرقَّعَ بأمنياتِ
الأشجارِ والشَّمسِ والنُّجوم
يتعطَّرُ بدموعِ القدِّيسينَ والملحدين
يتسوَّقُ مع فقراءِ المدينةِ
الّذين آمنوا بالوطن
بالجعَةِ الرّخيصة والخبزِ الرَّديء
بقلم … هند زيتوني .






































