سامحينا يا غزه
بين إفاقةٍ وإغفاءةٍ
بين شهقةٍ وزفيرٍ
تُحاصرني صرخات الأطفال
يبلّل دمي خرائطَ العمر
وترسمُ على جدران اللّيل
ظلالَ وطنٍ مصلوبٍ على أسلاك الحديد
أبحرُ في مدادك يا غزّة
ألامسُ سواحلَك المثخنةَ بالخذلان
ألتقطُ جراحكِ المتناثرة
فوق جثثِ الحكايات
وأبكيكِ، كما يبكي البحرُ نوارسَه الضّائعة
صوتكِ صاخبٌ في الأفق،
يُوقظ الضّميرَ الميت،
ويحملُ في حلقه غصّةً من دَمٍ متخثّر،
وفي عينيكِ دمعةٌ لا تُغادرُ الجفون.
عذراً غزّة…
لم نستطع كسر جسرِ الظّلم والذّلِّ والهوان،
لم نستطع سوى أن نرفعَ يداً خائفة،
ونُسقِطَ دمعاً صامتاً في عتمةِ اللّيل
لكِ الله يا غزّة،
ضمائرُنا ماتت،
وأصواتُنا لم تتجاوز حناجرَنا،
تكسّرت على أسوارِ العجزِ،
كأنّها أمواجٌ بلا مرافئ،
تعودُ أدراجَها مثقلةً بالخذلان
لكنَّكِ أنتِ،
تظلّينَ شمساً لا تنطفئ،
تضيئينَ العدمَ،
وتُورقينَ في قلبِ كلِّ عربيٍّ،
ولو تحت ركام المؤامرات.
عبد القادر مذكور البلد |الجزائر






































