التّراب!!أرضي!…
أرضي تعرفني ولو تشقّقت أصابعي…
تعرفُني إن تزيّن معصمي بالحلى…
إنِ ارتديتُ المخمل والحرير…
ولو اندفعتُ إليها بالثّياب البسيطة…
إنّها تعرفني… في الضّوء في العتمة…
في الحفلات… عندَ صياحَ الدّيكة…
إذْ أراقبُ التّلال… في حرجِ العلّيق…
عند صنوبرتي العتيقة…
في بيتنا الصّغير في “حيْرونا” الغالية… أرضنا…
منبعُ الخير والبركة… أرضُ الحبّ والتّضحية…
ونزهةُ الشّمس ،بهجةُ العصافير المغرّدة…
عبقُ الإيمان بالأرض …
“حيرونا” أرضي المقدسة…
“حيرونا” رفيقتي وانتمائي … حبّي للحياة…
ناغشتُ تُرابَها … فارتشف* ماءَ ينابيعها ،لثمَ الهواء !…
حقلي الغالي … أزرعُه ،أسقيه.
في الصّباح قبل أن تلوّح الشّمس بمنديلها…
أبْصُـمُ انصهاري بتربتي…
تشقّقت سُبابتي … لم يعد ل Iped يعرف نقشة إصبعي الجديدة…
رفضني التّطور ، إذِ انحنيت لبساطة الغرس … لجمالِ الأخضرار…
لعناق الثّمار…
لكنّني سعيدة … سعادة شابٍ رفَضَتْه ابنة الهوى…
حقلي :عزّتي …والكَرَم …والحبّ …والأولاد! …
أيا ترابي !…يا فراشي الصّغير!… ووسادة الحياة في رحيلي …
يا ذكرى جسدٍ جميلٍ وإطلالة :”شمسٍ شارقة” …
آخذُها من حنايا الحبّ الباقي في جمال الكون!…
*ارتشفَ :أقصدُ التّراب
*”شمسْ وشارقة”الاسم الّذي كانت تناديني به ،أروع امرأة في “الصّفا””فهيمة الخوري يونس”
أسكنها الله فسيحَ جنّاته…
*حيرونا: منطقة من ضيعتي. الاسم: “حَيَّرونا”…
لا تبارحها “الغطيطة “في أيلول ، أُطلِقَ عليها الاسمُ ،عندما كان
“يوسف بك كرم بطل لبنان” مع رفاقه- وعددهم قليلٌ – يُجابهون العثمانيين .
أَخْفَتْهم تلك ” الغطيطة” عن العيون ،فحيَّروا العدوّ .
يومَها انتزَعْنا الشَّدَّةَ والشِّدَّةَ معًا ،من “حَيَّرونا”… وعشِقنا :حَيْرونا… المتهادية بين الأشجار في ضيعتِنا…)






































