بقلم الكاتب … طارق محمد حسين
عظيمات مصر « علا غبور »
المرأة المصرية العظيمة التي لا يعرفها أحد للأسف! انها “عُلا لطفي زكي”… الشهيرة بعلا غبور ، هي صاحبة فكرة إنشاء مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال! تبرعت بمبلغ ١٠ مليون جنيه في البداية ليبدأ الحلم. وبعد وفاتها، زوجها أكمل المسيرة وتبرع ب ٢٠ مليون جنيه كصدقة جارية على روحها ، إنها المحاربة القوية لمرض السرطان فصراعها مع المرض لم يكن نهاية لحياة بعد مماتها بل كان إحياء وإعطاء للحياة لمئات بل آلاف آخري من الأطفال، بإستكمال فكرتها في إنشاء مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج مرضي السرطان حيث كانت عضو وأمين عام مجلسها ، ليس هذا فقط فقد ساهمت في دعم العديد من المؤسسات الخيرية كمؤسسة مجدي يعقوب للقلب ، مؤسسة سرطان الثدي بمصر فكانت أحد أعضاءها ، كذلك جمعية أصدقاء أطفال السرطان بالسيدة زينب والتي تولت تأسيسها بنفسها ، وغيرها من الأعمال الخيرية التي شاركت فيها ،
كل الإحترام والتقدير لشخصية حقيقية عظيمة ، جعلت الحلم والأمل يصبح واقعاً ، الكريمة علا غبور المؤسسة لمستشفى ٥٧٣٥٧ لماذا لا يذكر إسمها كصاحبة فكرة ومساهمة في أكبر مشروع خيرى مصري ؟
وقد كان حلم مستشفى متخصص لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان حلم يراود علا غبور بعد أن عجز المعهد القومي للأورام عن إستيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى وموت الأطفال الصغار بمرض السرطان ، فقررت إنشاء مستشفى خاص لسرطان الأطفال ودفعت مليون جنيه لمكتب هندسي لعمل الرسومات الهندسية للمشروع وتبرعت بمبلغ ١٠ مليون جنيه لبناء المستشفى التي وصلت تكلفته إلى ٧٠ مليون جنيه ، وتولت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عملية جمع التبرعات لإتمام المستشفى ..
وتشاء إرادة الله القدير أن تصاب علا غبور بالمرض اللعين ، وتغيب لأول مرة عن مستشفى ٥٧٣٥٧ .. وعن أطفالها في رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج والتي لم تستمر طويلاً ، حيث إنتهت برحيلها عن عالمنا في هدوء في ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ لتضرب لنا مثلاً للتفان في الرحمة والعمل الإنساني الذى لا يفرق بين جنس أو دين ، فالإنسانية تعتبر الكل أمامها سواء ، كل الإحترام والتقدير لشخصيات حقيقية عظيمة ، جعلت من الأمل والحلم حقيقة ، إن إنجازات إنسان وافته المنيه ورحل في هدوء ، لا يعني نسيانه أو نكران فضله ، من المهم أن ننسب الفضل لأهله حتي لو رحلوا عن دنيانا ، وليس أغفال خير شخصيه من أفضل الشخصيات التي سمعنا عنها ولم نراها ، لماذا إنكار وحجب فضل أصحاب الفضل ونسب أعمالهم لأناس آخرون ، رحم الله السيدة علا غبور رحمة واسعة بما قدمته لخدمة الإنسان المصري ، وبارك في كل من يساهم في تخفيف الآلم عن الأطفال المرضي الأبرياء
شكرا للراحلة … علا غبور …
بقلم الكاتب … طارق محمد حسين






































