أنا هنالكَ بينَ الـ (بينِ)، لا وطنٌ يؤوي سكوني، ولا نأيٌ عن الذّاتِ
ولا أنا الغيمُ، لا ظلّي يرافقني
ولا أنا الماءُ، فيضُ الانسكاباتِ
ما العمرُ..!
ما الحلم ..!
ما الإنسان إن وقعت أقدارهُ بينَ أنيابِ الإراداتِ ..!
وما الحقيقةُ..!
هل تأتي مجازفةً ..!
أم يُستعاضُ عنها ببعضِ لحظاتِ ..!
فربَّ ضوءٍ سيأتي من مقامرةٍ
ويبعثُ الحرفَ من صمتِ النّهاياتِ
أنا النّزوحُ، إذا ما الحرفُ خانَ فمي
أفجّرُ الصّوتَ من بئرِ الكناياتِ
لي في دمي وطنٌ من دون خارطةٍ
ولي فؤادٌ غريبُ الانتماءاتِ
كلُّ البلاد على الأبوابِ موصدةٌ
لا تستقيمُ سوى للشكِّ آياتي
فأينَ أمضي ..؟
وهل تمضي بنا طُرقٌ، إلى خلاصٍ بلا خوفٍ من الآتي ..؟
إنّي كبرتُ، فلا شيءٌ سيدهشني
حتّى الولادات إن هبّت نهاياتي
فانظر إليّ،
أنا الأنثى الّتي انتفضت من كلّ قيدٍ ومن كلِّ الولاءاتِ
أنا الّتي لم أطع يوماً نبوءتهم
ولا ارتضيتُ لكفّي حملَ راياتِ
أنا انجرافُ مجازٍ لا يؤنسني إلّا اشتهاءُ شياطينَ لجنّاتي
أنا الّتي أنجبتْ من ثغرها ولداً
يمشي على الضّوء في كلّ الخساراتِ
هذي المنابرُ أفواهٌ مغلّقةٌ
وحرفيَ الحرُّ، مفتاحُ النّبوءاتِ
لا تتبعوني إلى غيبٍ بلا أثرٍ
ولا تعيدوا إلى المجهول أنّاتي
ولتنته كلّ هذي الأرض في لغتي
ولتبتدِ من شظاياها حضاراتي
نزوح بلا وجهة
تسنيم حومد سلطان






































