كما المزن أنت
تمرّ بأيّامي العجاف
تبدّل وجهها العابس
فيشرق النّور في مقلتي َّ
ويخلع قلبي رداء الجفاف
كما العطر أنت
تسافر عبر النّسيم إليّ
فتأخذني رعشة مسكرة
وتغدو حياتي بساتين ورد
تضاحك أزهارها ناظريَّ
كما الحلم أنت
كطيف شفيف رهيف
يسامر ليلي الكئيبَ
ويشرّع أبواب أفراحه
يخطّ أماميَ دربا قشيبا
كوجه الإله
يطالعني في سنين الكدر
يهدهد قلبي وروحي
فتنقضّ فيّ دماء الشّباب
تنازل يأسا علا وكبر
كما الصّبح أنت
كشلّال ضوء وأنس
يزفّ إلى الكون أنواره الباسمة
فيفترّ ثغر الحياة
و تبسُم أزهارها الحالمة.
حديث صباح
ربيعة محمد مارس /تونس






































