بقلم … ميشال سعادة
أُحِبُّك …
لَهَا ..
يَنزِفُ الضَّوءُ
عِندَمَا يَأتِي المَسَاءُ
أَحِنُّ الى قَندِيلِ جَدَّتِي
يَومَ أسرَجَتهُ زَيتًا من مَعّصَرَةِ الحَنِين
رَأيتُهُ يَنزِفُ الضَّوءَ
سَمِعتُهُ يَنشُرُ الأشِعَّةَ
يَتَّسِعُ المَكانُ للعَينِ
يَقِفُ زَمَانِي حَائرًا إلى ضِفَّتَيْ كِتَابٍ
أسألُ الكَلِماتِ _
مِنْ أيِّ شَتَاتٍ جِئْتِ ؟
مِنْ أيِّ صَخْرٍ قَدَّكِ الإله ؟
مَنْ نَفَاكِ إِلى وَرَقَةٍ بَيضَاء ؟
ثَمَّةَ آخَرُ الى طَاوِلتِي أَعَدَّ المائِدةَ
يُجالِسُنِي .. يُحاوِرُنِي
أسمَعُهُ ..
أراهُ في يَدِهِ سَيفُ الحَرفِ
حَلَّ جَلَّادًا يَقتُلُ جَهْلِي
يُحيِينِي ..
في كلِّ مَرَّةٍ
أكُونُ الضَّحِيَّةَ _
ضَحِيَّةَ الجَهْلِ
حِينًا _
ضَحِيَّةَ الحُبِّ المَرغُوبِ فِيهِ
أَحيَانًا _
ضَحِيَّةَ جُنُونٍ أُصِبتُ بِهِ
حِينَ قالَتْ : أُحِبُّكَ
حِينَ ذَاتِيَ وَعدٌ صَادِقٌ
وحِينَ أرفَعُ الى العَصَافيرِ تَحِيَّاتِي
للماءِ للشَّمسِ للمَطَرِ
للنَّبْعِ للهَوَاءِ للحَجَرْ
للرِّيحِ للنَّهرِ للشَّجَرْ
وحِينَ سَفينَتِي تَنتَظِرُ شِرَاعِي
أذُوبُ كالمِلحِ في حُضْنِ أمِّهِ المَاءِ
أسمَعُ النَّسِيمَ يَئِنُّ
أَجلِسُ الى طاوِلَةِ الفَضَاءِ
الى نَجمَةٍ تُجالِسُنِي ثَابِتَةً في المَكانِ
لا تَتَحَرَّكُ ..
لا تَكشَحُ غَيمَةً من أمامِي
وأنا في مَنفَايَ لا عِلمٌ
لا خَبرٌ
أُلَملِمُ إنقاضِي بعدَ عَاصِفَةٍ
ذَرَّتِ التُّرَابَ .. نَخَلَتهُ
لم يَبقَ في غِربَالِي غَيرُ حَجَرٍ
أسنَدتُ إليهِ كَلِمَاتِي
قُلتُ للسَّماءِ _
تَكَلَّمِي
لا تَكُونِي خَرسَاءَ
للفَضَاءِ _
أَمطِرْ
همْ بَعِيدًا في حُقُولِ الأرضِ
رَطِّبْ شَفَتَيَّ
لعلَّ كَلمَةً تَهِمُّ بالخَرُوجِ
لعلَّ لَهَبًا يَطلَعُ من المَاءِ
قُلتُ للهَوَاءِ _
إحمِلنِي الى دِيَارٍ
زَرَعتُ في أرضِها الكَلِمَاتِ
مَلَلْتُ هذا الصَّمتَ يَمْتَصُّ
شَوَاطِئَ فَمِي
سألتُ عُصفورًا رَفَّ
وَحيدًا _
أحَقًّا هِيَ هِيَ ؟
أيَّهَا الحُبُّ !
إِرمِ حَقيبَةَ السَّفَرِ
أغصَانِيَ تَبحَثُ عن أنفَاسِهَا
أنْفَاسِي تَتَقَطَّعُ عَلَى بَابِ جُرحٍ
صَارَ وَردَهْ …
بقلم … ميشال سعادة
الأحد 2019 /24/2






































