بقلم … غادا
كيف أغادر ؟
وأنا منذ قرنٍ
أراوح مكاني كظلّ فقدَ ظلّه،
جذوري مقطوعة عن جداولها، وخطواتي وئيدة،
لكلّ مسعّى لا أجيد مسعاه،
و… لا أصل.
كيف أُحلّق…
وأجنحتي قضمتها القوارض،
كما أرضي، كما بيتي، كما أحلامي الدّاكنات…
كيف أُسامح ؟
وهذا القلب مثقوب
ككيس قمحٍ يَخُرُّ محتواه،
في طريق مرصوفة باللّصوص،
والافاعي، وصغار الكَتَبَة..
كيف أُحبّ ؟
ولا شيء حقيقيّ،
حتّى الكلمة
أصبحت، مزوّرة بحبرٍ عاطفيّ رخيص، أو منسوخة من ذكاء
يمنح الأغبياء، بطاقة رسميّة،
لإعادة التّدجيل..
كيف أُحبّ ؟
سؤال ما زال يحيّرني
وقد صارت اللّمسةُ
للعرض..
والعناقُ، مجرّد إيماءةً
في “ستوري” عابر!!!
من يرمّم هذا الفراغ
الّذي ينخر عظام الأبجديّة،
قبل أن تكتب،
وقبل أن تُقْسِم،
كما كانت فيما مضى،
على الصّدق؟!!!
أنا لستُ ملاكاً أعترف،
لكنّي أرتجف
كلّما اقتربتُ من النّور،
كأنّ الضّوء تُهمة،
كأنّ الحبّ كمين،
نصبهُ الّذين خسروا أرواحهم
في تجارب لم تنتهِ.
لا تسألوني لماذا أرتبك
حين يُقال لي: “اطمئنّي “،
فكلّ اطمئنان..
كان لي بدايةً للخذلان.
هكذا..أراوح مكاني،
وأراوغ ألمي، وأُقنع السّماء
أن تمنحني حلماً صغيراً
لا يخون من فيه.
بقلم … غادا






































