المهندس : سامر الشيخ طه
ما بين الماضي والحاضر
كم في خيالي من مواقفَ
في الحياة ومن صورْ
تجتاح ذاكرتي إذا ما
خاطرٌ يوماً خطرْ
وتعود بي نحو الطّفولة
والشّباب المعتَبَرْ
وتمرُّ صورة والدي
كالشّمس والأمُّ القمرْ
وأرى الكواكبَ إخوتي
حولي مصابيحاً غررْ
والأصدقاء كما اللّآلئ
يسطعونَ وكالدُّررْ
*****************
كنَّا نعيش حياتَنا
ببساطةٍ وبلا كدرْ
لاهمَّ يُثقلُ قلبنا
إن غاب مالٌ أو حضرْ
الكلُّ راضٍ بالقضاءِ
ومايجيءُ به القدرْ
وننام كنّا باكراً
ونفيق في وقت السَّحَرْ
أرواحنا كانت تحلِّق
خلف أسوار البصرْ
وقلوبنا ما كان فيها
للضّغينة من أثرْ
كانت تفبض عذوبةً
كالماء يجري في نَهَرْ
والنّبضُ فيها مُطرِبٌ
كاللّحن يعزفه وترْ
**************
مضتِ الطّفولةُ والشّبابُ
بغفلةٍ منّي عَبَرْ
ومضت مع الماضي الفتوةُ
والسّعادةُ والسّمرْ
فإذا أنا كهلٌ وقد
ودّعتُ أيامَ الصِّغرْ
وإذا أنا في عالمٍ
أفراده غير البشرْ
ما عاد خيرٌ في الحياةِ
وقد طغى ظلمٌ وشرْ
لم يبقَ ممن يحملِ
الأخلاقَ إلّا ما ندرْ
كلُّ القلوب تحوَّلتْ
لقساوةٍ مثل الحجرْ
من كان يُعرَفُ بالوفاء
لأجل دنياه غدرْ
رُفِعَ الحياءُ فليس في
الدّنيا حياءٌ أو خفرْ
والبعض أصبح فاسقاً
وعصى الإله بما أمرْ
والبعض من دِينٍ تحلَّلَ
أو تملَّصَ أو كفرْ
****************
طوبى لمن في قلبه
الإيمان يا قومي وقرْ
ولمن على ظلم الحياة
وبؤسها دوماً صبرْ
ولربِّه رغم البلاء
ورغم أعباءٍ شكرْ
ولمن تقشَّف في الحياة
ولم يعشْ عيشَ البطرْ
طوبى لمن أدَّى الفرائضَ
والمعاصي قد هجرْ
************”
من همَّه شيءٌ من
الدّنيا وما فيها افتقرْ
وتراه يلهثُ خلفها
والنّفسَ للدّنيا أسرْ
حتّى إذا حان الرّحيل
وجاءَه يومُ السّفرْ
عرف الحقيقةَ عندما
عبرَ الطّريقَ إلى الخطرْ
ما كان يرجوه ثماراً
لم يَفِدْ ذاك الثّمرْ
حان القطاف فلم يجدْ
شيئاً يفيدُ على الشّجرْ
ومضى إلى قبرٍ يضيقُ
عليه ثمَّ إلى سفر
**************
إنّ الحياةَ هي الحياةُ
ونحن من جلبَ الضّررْ
تلك الحقيقةُ إن أطلتُ
القولَ أو بالمختصر
تمت في ١٨ _ ٩ _ ٢٠٢١
المهندس : سامر الشيخ طه






































