قراءة تحليلية في نصّ رجفة الرُّوح للكاتبة دعاء محمود
النَّص
رجفة الرُّوح
بين جدران غرفة مظلمة، تجلس وحيدة، ساعات بجوار النَّافذة، تتطلَّع إلى السَّماء دون أن تنبس ببنت شفة، تحرق دخان سجائرها هائمة، عيونها تتلألأ بالدَّمع؛ قد فارقها الأهل، وغدر بها الحبيب.
ساعات الألم تقضيها بين شرود، ذهول، تفكير، ونحيب.
عمل شاق، سهر طويل؛ حتّى تحرق الأيام وتقضي على وحدتها القاتلة.
روحها هائمة ترتجف لا تجد من يربّت على كتفها، ويلملم بعثرتها.
سنوات تسرّبت من عمرها ولا تعرف كيف تتخلَّص من رجفة روحها، كآبة أيامها، خمول جسدها، ووحدة أيّامها الّتي نهشت أحلامها.
مع لمعة أكبر نجمة في السَّماء تذكّرت وصيّة أبيها ـ أن التهمي المكتبة الكبرى بدار جدّك العتيق في الرِّيف ـ بيت مغلق منذ وفاة جدّها؛ عشرات السِّنين لم يفتح، حوله أرض واسعة شاخت من الإهمال.
فتحت باب البيت الكبير وقد تسلَّلت إلى روحها ذرّات الأمل؛ سوف تقتل الرَّجفة الملازمة لها بضربات الفأس في الأرض، بقراءة أمهات الكتب، والبحث عن المعاني العتيقة، برائحة الخبز في الفرن القديم.
تحوّلت رجفة روحها المؤلمة إلى رقصة فرح في يومها الجديد.
الكتابة الصَّحفية/ دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
التَّحليل النَّقدي
بقلم/ الناقد
أحمد الناصر الحمدو
يا لرجفة الرّوح حين تتحوّل من وجعٍ ساكن إلى نبضٍ حيّ،
من دخان الوحدة إلى عبير الكتب،
من نافذة الذبول إلى بابٍ يُفتح على الحياة من جديد.
دعاء محمود، كتبتِ وجعًا ناعمًا،
كأنكِ لامستِ أطراف القلب دون أن تجرحيه،
ورسمتِ طريق الخلاص من بين أنقاض الحنين.
في كل سطر، تنهيدة، وفي كل كلمة، رجفة،
لكنها رجفة تُشبه رقصة الضوء حين يلامس الظلام.
تحية لقلبكِ الذي كتب،
ولروحكِ التي قاومت،
ولأنثى من مصر، جعلت من الحرف وطنًا ومن الألم انتصارًا.






































