أُمطِرْتُ مَجْداً …
بقلم : منية محمود
أُمطِرْتُ مَجْداً.. والسَّماءُ تُهَلِّلُ
فَوْقِي، وَيَزْهُو في خُطَايَ المُنْزَلُ
أمشي، وكُلُّ الحَاضِرِينَ قصَائِدُ
تَتَفَتَّحُ الأَلفَاظُ حِينَ أُقَبِّلُ
يا لَيتَهم يَدرُونَ أنّي مِيزَانُهُم
إنْ جَاءَ وَقْتُ البَذْلِ، كُنْتُ الأَجْمَل
أَحَمِلْتُ مِنْ صَوْتِ الرِّيَاحِ صَهِيلَهَا
وَشَرِبْتُ مِنْ نَبْعِ السُّحُبِ الأَجْمَل
هذي يَدِي غُصْنُ السَّمَاءِ وَزَهْرُهَا
يَسْقِي العُيُونَ، وَيَخْطُرُ المُتَخَيِّلُ
إنْ قُلتُ: “يا أَرضَ الجَمال” تَنَفَّسَتْ
حَتَّى الحِجَارَةُ في الرُّبَا تَتَمَثَّلُ
يا بَحْرُ، إنْ أَصغَيْتَ لي أَغْرَقتَني
وَمَضَيتَ بي حَيْثُ النُّجُومُ تُرَسِّلُ
والشِّعرُ إنْ فَاضَتْ جِرَارُ غمَامِهِ
صَارَ البَقاءُ على المَنَاصِرِ أَجْمَلَ
أَسْكَنْتُ في صَدْرِ الفَجَائِرِ نَغْمَتِي
حَتَّى غَدَا وَقْعُ الصَّدَى يَتَجَمَّلُ
وأقمتُ في عَيْنِ الصَّبَاحِ مَآذِنـاً
تُهْدِي الحُرُوفَ، ويُوْقِظُ المُتَغَفِّلُ
جِئتُ أُرَتِّلُ في المَسَارِحِ قِصَّتِي
وَالنُّورُ يَسْكُبُهَا، وَيَتْلُو المَنْزِلُ
حَتَّى كَأَنَّ البَدْرَ يَشْهَدُ أُغْنِيَـاً
وَالعِطْرُ يَكْتُبُ فِي السَّحَابِ المُرْسَل
إِنِّي أَتيتُ، وَقَدْ سَكَنْتُ حُرُوفَكُمْ
كَالمَاءِ فِي وَرَقِ الزَّهُورِ الأَرْسَلِ
إنْ شِئتُمُوها مَطَراً، أو شِئتُمُو
بَرْقاً، أَضَاءَ، فَكُلُّهَا أَتَجَمَّلُ
إنّي على عَهْدِ الكَلَامِ مَلِيْكُهُ
مَا خَانَ مِيثَاقَ الفُصَاحَةِ مُقْوِلُ
وسأبْقى ما دَامَ الزَّمَانُ مُقِيمَنــي
جَذْوَ الحُرُوفِ، وُلُوعَ مَنْ يَتَأمَّلُ
من ديواني : بعض مني






































