بقلم … جهاد المثناني
اُحضُن غِـيَابَكَ فَـالأحِبَّـةُ غَابُـوا
واصدَح بِـمَـوتِـك إِنَّـنَـا أغـرَابُ
وَاكتُب عَلَى صُحفِ الثَّرَى أوجَاعَنا
إنّ الجِـرَاحَ بِـمِلحِـنا أسْـرَابُ
إِنَّـا هُـنَا نُحصِي الثُّـقُوبَ بِعَجزِنَا
سَوَّى الثُّـقوبَ مَع التُّرَابِ غُـرابُ
صُنْ مَا تَـبـقّى مِن عُروبَتِنا الّتِي
نَـهَشَ الكِـلابُ رَمِيمَها وذِئَـابُ
وَاكتُب أيَا “أنسَ الشّريف” وَصِيَّةً
إنَّ الـوَصِيَّـةَ يَـا “شريفُ” عِـتَـابُ
قُـل فِي الوَصِيَّةِ إنَّ غَـزَّةَ عِـزَّة
فِي عِِـزّتِي قَد فَـرَّطَ الأعـرابُ
إنَّ الطُّـفُولَـةَ إذْ تَـجُوعُ بِأرضِنا
قَد عَاش مِن شَبعِ القُصُورِ كِلابُ
وَانـقُـل بِأخـبَارِ القَـنَاةِ حَقيقَةً:
فِـينَا يَعِـيشُ مُسيلَمَه الكَـذّابُ
رَاقِب رُؤَانَـا مِن سَمَائِـكَ يَا أنَسْ
سَـتَرى القَـطِيعَ تـقُـودُهُ الأذْنَابُ
حَـدِّث أيَا أنسَ الشّريف إلَـهَـنَا
أخْبِره أنّـا فِي القِـطاعِ نُصَابُ
أخْـبِرهُ أنَّ العَجزَ مَسَّ شُعُوبَنَا
فِي وَجـهِـنَـا قَد غُـلِّـقَـت أبْوابُ
أنّ المَعابِـرَ يا إلَـهِيَ أُوصِدَت
قَد جَـوّعُونا والحياةُ يَـبابُ
والأمُّ تُـرضغُ طفلَها مِن حُـزنِنا
لبنُ الطُّـفُولةِ في “القِطاعِ”تُـرابُ
مَجْـنُونُ أمرِيكَا يَجُول بأرضِنَا
وَدَمُ الرَّضِيعِ بـكـفِّـه أنـخَـابُ
أَخبِـرهُ يَا أنَس الشّريف بِحُزنِنَا
واسْـأَلْـه هَل للمُـعـتَدِينَ عِـقَابُ
وَاسْأَلْـهُ عَن حُكّامِـنَا..عَن طِينَةٍ
قَـد شَكَّـلت سَوْءَاتِـهم فَانْسَابُـوا
فِي كُلِّ رُكْنٍ فِي التُّرَابِ تَنَاسَلُوا
طِـينًـا تعَـفَّنَ قَد غواهُ ذُبَـابُ
واعذر قُـلُوبًا قَد بَكَت مِن عَجْزِهَا
فـجَـمِـيعُـنَا فِـي حُـزنِـنا أحـبابُ
بقلم … جهاد المثناني






































