شذرة وجدانيّة للإمام المغيّب موسى الصدر
بقلم الدكتورة … بهية احمد الطشم
أين أنت؟؟
أين أنت يا سيّدي؟
وما أحوجنا إليك!
سؤال تكرّره عقولنا وقلوبنا على مذبح الحقيقة والحُبّ والأمل لصانع الأمل….السَيّد القائد موسى صدر أعاده الله ورفيقيه..
أين أنت يا من هو أقوى من كلّ الطُّغاة والدّهور…..نعم!
لأنّك الهالة الّتي تحيط بعقولنا وملاك الحُبّ المترنّم في أرواحنا..
حجبوك عنّا….،ولكن لم ولن يُحجب حبٓىىك يا مجد أمّتنا…الى
أبد الدّهور…
ولعلّ السؤال الأكبر الّذي يطرح نفسه بقوّة:
ما هو سرّ التلّهف لهذا القائد الحاضر الغائب رغم سيرورة
الزّمن؟
ولعلّ أهمّ إجابة مقارِبة يمكن تقديمها في هذا السّياق أنّ السّيد موسى لم يغب …بل هو دائم الحضور فعلاً في فكره النّهضوي، الثّوري، التّنموي الإصلاحي والانفتاحي على حدٍّ سواء…
وأهم ما نلتمس من حنايا مسيرة رجلٍ بحجم وطن هو خلقه لمبدأ الدّافعية motivation للنفوس المعذّبة كي تقهقر الظّلم والّتي ترفع حماسة الشّعور للتّعاون ومؤازرة كلّ المحرومين …
وغنيٌ عن البيان بأنّ دافعيّة الحماس لمساعدة المحرومين وأصحاب الحقوق هي أكثر مساساً بحياتنا الاجتماعيًة.
ونستذكر في هذا السّياق قول الأمل علي (ع):” أفضل الجود إعطاء النّاس حقوقها.”
حيث جاء فكر الإمام القائد توجيهيّاً، بل صورة موحّدة الأجزاء دون تجزئة لأهمّ إطار شامل يحوي المحور الأهمّ لمعرفة أنفسنا ومعرفة الآخر؛ وبالتّالي، تكريس الانفتاح كأهمّ أساس للعلاقات الإنسانيّة …
إذاً …نستقرىء بإيجابيّة واضحة شي محفّزات قويّة الحضور في دافعيّة الانتماء للوطن والنّهضة به، حيث يتراءى الاندفاع المجسّد لحُبّ الوطن أمام عقلنا الظّاهر والباطن…وعينا ولاوعينا… وما قبل الوعي وبعده
واذا ما تأمّلنا في قسمات وجهه الهيوكاامباثي( الطّاهر)..لفتت أنظارنا سمات استثنائيّة تُوحي بلدُن الإيمان والعزم والإقدام والرّخ صانة…ليبقى إسمه راسخاً في التّاريخ والحاضر والمستقبل….
لقد آمن السّيّد القائد بقدرة الإنسان المعذّب في الانتصار على آلامه،فكان إسم حركة المحرومين ( امل) عنوان النّضال والكفاح لنِيل الحقوق الإنسانيّة ومغالبة القهر.
وأخيراً…يمكن القول
أنّ الإمام الصّدر قد اختصر بنهجه المبارك العمل على تطهير العالم من أوزار الخطايا …ومن أثقال نفسيّة واجتماعيّة هي نتاج الفقر والحرمان والعنف.. وكل ذلك لقيادة الحقّ ومناهضة صانعي الألم والشرّ للإنسانيّة …
وينعكس ذلك جليّاً في أهم أقواله والّتي استحالت الى قناعات راسخة عند محبيّه وساهمت بالتّنوير الفكري والانفتاح الأخلاقي على الآخر في مناهضة سطوة الطّائفية وتصديع ممالك التّغطرس والقتل الجائر…
…من لنا إلّاك؟
ما أحوجنا إليك يا شعاع الحُبّ السّرمديّ والأمل الّذي لا ينضب!






































