مَوْتُ الضَّوْءِ فِي عَيْنِ النَّهَار
ل/ لطيفة الشابي
فِي كُلِّ نهَارٍ،
أُطَالِعُ وَجْهَ الضَّوْءِ كَغَرِيبٍ يَسْأَلُ عَنِ البَدَايَةِ،
فَيُدِيرُ لِي ظِلَّهُ،
وَيَقُولُ: كَانَ النُّورُ كَذِبَةً مُتَقَنَة،
وَصَدَّقْنَاهَا…
كَيْفَ يُمْكِنُ لِلنَّهَارِ أَنْ يَمُوتَ؟
لِلنُّورِ أَنْ يَتَجَعَّدَ فِي المِرْآةِ،
وَيُشْبِهَ الوَجَعَ وَهُوَ يُغَادِرُ الأَجْفَانَ؟
كَيْفَ يَتَحَوَّلُ الضَّوْءُ إِلَى نُقْطَةِ عَمًى،
تَسْكُنُ فِي مُقَلَةِ الوَقْت؟
مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيل،
وَأَنَا أُقَلِّبُ نُورِي دَاخِلَ ظِلِّي،
كَمَنْ يَبْحَثُ عَنْ حَقِيقَتِهِ فِي بَقَايَا مِصْبَاحٍ مَكْسُور،
أَرَى خَيَالِي يَتَفَوَّقُ عَلَيَّ،
يَمْشِي أمامي … وَيَخْذُلُنِي
مَنْ يَضْمَنُ أَنْ لا يَخُونَنَا الضَّوْءُ؟
مَنْ يُقْسِمُ لِلْيَقِينِ بِأَنَّ الشَّمْسَ تَنْوِي البَقَاء؟
أَحْيَانًا… نَحْتَاجُ ظُلْمَةً صَادِقَةً
لِنَرَى أَشْيَاءَنَا مِنْ دَاخِلِهَا
لَا مِنْ إِشْرَاقٍ يَتَصَنَّعُ الحَقِيقَة
النَّهَارُ…
يَأْتِي كَمَسْرَحِيَّةٍ فَاشِلَةٍ
كُلُّنَا نَلْعَبُ فِيهَا أَدْوَارًا لا نُؤْمِنُ بِهَا،
وَنُنْهِيهَا بِقَهْقَهَةٍ بَاكِيَة،
لِكَيْ نَسْتَرَ العَتْمَةَ فِي أَنْفُسِنَا
يَا ضَوْئي الَّذِي كُنْتَ،
كَمْ مَرَّةٍ سَكَبْتَ فِي رُوحِي زَيْفَكَ،
وَتَرَكْتَنِي كَمِرْآةٍ انْشَطَرَتْ،
كُلُّ نِصْفٍ فِيهَا يَرَى وَجْهًا آخَرَ يُكَذِّبُهُ
أُرِيدُ لِعَيْنِي نُورًا يُشْبِهُ الجِرَاح،
صَادِقًا، فَاقِدَ اللَّمَعَانِ،
وَلَكِنْ يُنَبِّهُنِي كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْمُتَ،
أَوْ أَكْذِبَ عَلَى ذَاتِي
النُّورُ الَّذِي نجَاهِدُ نَحْوَهُ،
لَيْسَ فِي السَّمَاءِ،
إِنَّهُ يَبْدَأُ فِي دَاخِلِ الوَجَع،
وَيَتَسَرَّبُ مِنْ ثَقْبِ الوَعْي،
لِيَصِلَ، بَعْدَ سُقُوطٍ كَثِير،
إِلَى نُقْطَةٍ تُشْبِهُنَا… وَتَنْبُضُ






































