النَّص
سيِّــد الكلمــــات
نمَّق العبارات، أحسن اختيار الكلمات، تراقصت على شفاهه أعذب الأشعار، طوَّع القلم ورسم بديع الأقاصيص والحكايات.
يجلُّه الكبير والصَّغير، ذو هيبة ووقار، اعتلى عرش البيان فلا تستطيع اختراقه الكلمات.
أشار لتلك البهيَّة، المتكبّرة فأومأت؛ احترامًا وإجلالًا، اعتلى عرش قلبها، سحر عقلها بحلاوة العبارات، وعظيم الهالة حوله.
ظنَّ أنَّه امتلك؛ زهد، تدلّل، تكبَّر.
أفاقت من وهم عاشت فيه قليلًا؛ فأدركت أنَّ سيِّد الكلمات لا يحمل الورد، لا يسكن العشَّ، لا يُصلح ما أفسده الآخرون، ولا تأمن بصحبته النِّساء؛ فهو لا يحمل لهنَّ سوى كلمات منمّقة بالخداع.
ياسيِّد الكلمات قد علمت أنَّك لا تصلح إلا لنظم الكلمات، طاووس لا يُعاشر، إفكٌ قد زيّنته العبارات، كتاب فارغ المحتوى؛ غلاف صارخ الإبداع، قصّة نهايتها حزينة؛ غير مترابطة الأحداث، ركيكة التَّعابير، نابية الألفاظ.
يا سيِّد الكلمات أفِقْ فلم تعد نساؤك هنا؛ قد رحلن وأنت غارق بين الشِّعر والرِّوايات، لم يبق منهنَّ سوى صدى الأنَّات تسمعها بين الحين والآخر؛ ينعمن بحياتهنَّ، وقد تركن لك الإبداع بنظم الكلمات.
الكاتبة الصَّحفية/ دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
قراءة تحليلية
الأستاذة الفاضلة، الكاتبة الصَّحفية د. دعاء محمود
تحية طيبة تليق بحرفكِ النَّابض وطرحكِ الرَّفيع،
ما أجمل هذا البرنامج الذي يغوص في أعماق النَّفس البشرية، في زمن باتت فيه الأرواح تئنّ من الزَّيف، والخداع أصبح لغة يتقنها الكثيرون ممن تخلّوا عن صفاء السَّريرة.
طرحكِ في وصف “سيّد الكلمات” لا يُحاكي شخصيّة واحدة، بل يكشف وجوهًا كثيرة تتقن فنّ التَّمويه، وتنسج الشِّباك من حروف مغرية ظاهرها العسل وباطنها العلقم.
لقد لامستِ الحقيقة بأسلوب أدبي رفيع، يتقاطع مع وجدان كل من عرف الخداع يومًا، واكتشف متأخّرًا أن بعض “الكلمات” ليست سوى أقنعة أنيقة تخفي وجع الحقيقة.
أحييكِ على هذه المبادرة الفكرية الرَّاقية، التي لا تكتفي بإثارة موضوع بل تفتح الأبواب أمام الأقلام لتُحاور، تُشارك، وتبدع، وهي خطوة تُحسب لمجلتكم الموقّرة في تعزيز الثَّقافة الأدبية التنموية.
مع خالص التَّقدير والإعجاب
الحسين أبو زيد
الرهيب التاج
من المملكة المغربية






































