كتب … عماد مصطفى حلب
برعاية مديرية الثقافة، أقيمت فعالية شعرية غنائية في دار الكتب الوطنية في مدينة حلب تحت عنوان “شكراً. عفواً جداً”. تُعد هذه الفعالية تجسيداً حقيقياً للتفاعل الثقافي والفني في المجتمع، وتعبر عن أهمية التقاء الفنون المختلفة في سياق واحد، حيث تتشابك الكلمات مع الألحان والألوان لتخلق تجربة فريدة للجمهور.
افتتحت الفعالية بفيلم قصير بعنوان “ذاكرة اعتقال”، الذي أضاف بعداً عاطفياً ودلالياً للحدث. تناول الفيلم قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة، محركاً مشاعر الحضور وجاذباً انتباههم إلى القضايا التي تعكسها الفنون. إن الفن، في حقيقته، يعكس واقع المجتمع وينقل صوته، وهو ما ظهر بوضوح في هذا العمل.

تميزت الفعالية بتنوع الفنون المقدمة، حيث تعانق الرسم والدوبلاج والغناء والسكتشات المسرحية. كانت هذه الفنون تجسيداً للتراث الثقافي ومظهراً من مظاهر الإبداع المعاصر. الرسم أضاف لمسة بصرية جذابة، بينما الدوبلاج أخرج الأصوات إلى الحياة. الغناء بعبر عن المشاعر الفردية والجماعية في آن واحد، والسكتشات المسرحية جاءت لتسلط الضوء على قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية وفكرية.

كان من اللافت أن الفعالية لم تقتصر على الفنون المعاصرة فقط، بل استرجعت أيضاً المقطوعات الغنائية القديمة التي ساهمت في تعزيز الهوية الثقافية. من خلال إعادة إحياء هذه المقطوعات، تمكنت الفعالية من خلق جسر بين الأجيال، حيث أتيحت للشباب الفرصة للاطلاع على تراثهم وماضيهم، بينما استمتع الكبار بالذكريات التي تسترجعها هذه الألحان.

لقد تمكنت الفعالية من تقديم رسالة قوية تُبرز أهمية الثقافة والفنون كوسيلة للتواصل والتعبير عن النفس. إن تجمع الأفراد حول فنون متنوعة يُظهر قوة الوحدة والتضامن في المجتمع، وهي دعوة لاستمرار هذا النوع من الفعاليات التي تعزز من روح الإبداع والابتكار.
وبناء مجتمع متماسك يتقبل التنوع ويحتفل بالتميز الثقافي.






































