بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
صوتٌ تحت الجدار …
حين يتشقّقُ الجدار،
يمشي الصّمتُ على أطرافه،
يَزرعُ في الأفقِ وجوهًا من ارتعاش،
وتُقيمُ الأصواتُ في مهاوي الغياب.
تغفو المدنُ
تحتَ نعاسِ الشّيطان،
وتنبتُ على أبوابها
أنيابُ العروش،
فيهرعُ الدًمُ
إلى مذابحٍ
لم يكتفِ منها الحديد.
الأرضُ تبتلعُ صرخاتٍ
لم يكتمل لها عُمر،
والوحشُ
يُشيدُ أبراجَه من نخاعِ الضّحايا،
كي يبقى الاستبدادُ
ممهورًا بخوفٍ لا ينطفئ.
لكنَّ الحجارة،
حين تصغي لنبضِ الغضب،
تتشقّقُ كأنّها صدورُ أنهار،
فتندلعُ الثّوراتُ
كخيلٍ بلا لجام،
تُسقطُ الجدرانَ الموصَدة،
وترفعُ مجدَ الحرّيّة
فوقَ كلِّ الصّدى.
الظّلُّ
يمتدُّ من أعينِ السّجناء،
يسرقُ دفءَ الشّمسِ
من بين أضلاعِ الجدران،
ويسكبُه
على أكتافِ الذّاكرة.
في زوايا الليلِ
ينكمشُ الحنينُ
كطفلٍ مكسورِ النّظرات،
ينتظرُ شقًّا صغيرًا
في جدارِ الغد
ليمرَّ منه الحلمُ،
عارياً من الخوف.
تتراكمُ الخيباتُ
كطبقاتِ صدأٍ
على أبوابِ المدن،
ولا شيء
سوى خفقةِ قلبٍ وحيد
تحفرُ نفقًا
تحت صمتِ الحاكمين.
الحرّيّةُ
ليست نشيدًا،
بل حجرٌ صغير
في يدِ امرأةٍ
ركضتْ عاريةَ القدمين
فوق رمادِ وطن،
تركتْ خلفها طفلاً
وحفنةَ تراب،
لكنها لم تلتفت.
بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































