استراتيجيّة فلسفيّة لاختبار الذّكاء…
اختبار بهيّة للذّكاء
إعداد: الدكتورة بهيّة الطشم
” إثنان لا حدود لهما : الكون وغباء الانسان.”
هي المقولة الشّهيرة لمبتكر قانون النّسبيّة أينشتاين.
تدور حياتنا بأكملها حول ثنائيّة محوريّة في الوجود الإنساني ألا وهي : الذّكاء والغباء؛ تماماً كما يشكّل عنوان الخير والشّرّ أساس الحياة الأخلاقيّة.
لم يكن بدٌ من تحديد عام وشامل بمفهوم الذّكاء استناداً الى أبرز المقاربات حِيال ابن العقل العارف؛ فالذّكاء هو أهمّ صفة ايجابيّة للعقل البشريّ الّذي يتركّز في الدّماغ؛ ويقوم على توظيف القدرة التّفكيريّة واستثمارها أفضل استثمار في تطوير الحياة الإنسانيّة .
تتصدّر الحكمة الأدوار المركزيّة لوظائف العقل العارف….فهي ميزان الصّواب والخطأ ….وبها ترتبط جودة الذّهن.
ويقف الغباء على الطّرف النّقيض من الذّكاء….فالغباء يرادف الحمق وهو حليف الشّرّ وبالأحرى هو مرتع الآثام والأضرار…
ولعلّ أهمّ نماذج الغباء تتكرّس في شخصيّات: المجرم؛ المنافق ؛ الثّرثار؛ مسلوب الشّخصية أو من عنده تبعيّة عمياء…والعاهرة..
الى آخره…
وفي هذا السّياق …لا بدّ من الإشارة الى أنّ الدّهاء يضاهي الغباء في مبلغ الشّرور…
فالدّهاء هو استخدام الطّاقة التّفكيريّة للعقل بطريقة سلبيّة ولإيذاء الآخرين.
وفي ما يلي أهمّ النّقاط الّتي ترتكز عليها الاستراتيجيّة الفلسفيّة في مقاربة موضوع الذّكاء وفق اختبار بهيّة للذكاء:
١.التّسرّع في الأقوال والأفعال هو أهمّ سبب للأخطاء( بتصرّفي عن ديكارت)
من لا يتسرّع يمتلك نسبة من الذّكاء
٢.إحكام السّيطرة على الانفعالات والأقوال…( لا تكن أسيرًا لأيّ موقف؛ أو شخص في العالم) ( بتصرفي عن اسبينوزا)
٣.تفعيل amygdala( منطقة صغيرة في الدّماغ مسؤولة عن سرعة البديهة)وذلك لتجنّب الوقوع في الأخطاء…
٤.الابتعاد في تبنّي المواقف عن شخص فشل ٣ مرات في أيّ موضوع.
٥.المبالغة في تمجيد الأمور السّطحيّة والتّماهي فيها ( أكل؛ شراب؛ إدمان في التّسوق) الانغماس والتّطرّف في الرّغبات من أشكال وألوان الغباء…
٦.المازوخيّة ( تعذيب النّفس لأجل الآخر) غباء عارم
٧.اتّقان فنّ المسافة في العلاقات أهمّ عنصر من عناصر الذّكاء العاطفيّ والاجتماعي.
٨.الغضب المتمركز في الشّخصيّة الانفعاليّة هو عدوّ النّجاح في كافّة الشّؤون.
٩.الانسجام النّفسي الخالي من العُقد النّفسيّة يعكس شخصيّة ذكيّة.
١٠.الثّرثرة وكثرة الكلام والنّميمة من علامات الغباء.
١١ .العنف اللّفظي والجسدي …شكل من أشكال الغباء.
١٣.ماهيّة الدّيناميّة في العلاقات مع الآخرين تكشف مستوى الذّكاء والغباء عند الآخرين
١٤. إتقان مهارة التّواصل نوع من أنواع الذّكاء
١٥. التّفاؤل المعتدل من ضروب الذّكاء والعكس صحيح لخلق فرص بوجه التّحدّيات.
١٦. الإنسان الغبي لا يطوّر نفسه أو إمكانيّاته ولا طريقه حياته والعكس صحيح…
١٧.الثّقة بالنّفس وقدراتها واستثمار امكاناتها….ذكاء خلاّق…
١٨.إبداء الابوخية أو epoche ( وهو مصطلح الماني) عدم التّعليق الشّفهي أو المشاركه فيه والتّبنّي….للأسباب والنّتائج
في العديد من الأمور والمواقف الحسّاسة إنجاز يُحاكي الذّكاء.
١٩.الافراط والتّفريط في كلّ الأمور يتحالفان والغباء…
٢٠.استخدام الطّبقة السّطحيّة والانتقاليّة فقط دون العميقة من الشّخصيّة مع الآخرين هو ذكاء وتعزيز للحصانة النّفسيّة.
وفي الختام، نقول (أسلوب الإنسان) في الحياة واستناداً لعالم النّفس آدلر الّذي يعتمده الإنسان في كافّة شؤون حياته يكشف النّقاب عن مستوى ذكاء أو غباء الشّخص…
وكلّ ما نفعله في حياتنا سواء من ايجابيّات أو سلبيّات هو تأكيد لمعالم شخصيّتنا .






































