بقلم الشاعرة … حسناء حفظوني
إلى روح أمير الطّفل الغزي المجوّع شهيد الفتات
أمير الغزّي
كم غفوة أخذتك يا ولدي
وأنت تلوك جوعك في انتظار فتات
كم حلما تراه تورّد على وجه الطّريق من خلاصة دمك ؟
كم دربا محفوفا بالعلاك يا صغيري
تراك سلكت ؟
وكم كم عذابا ذقت
في سبيل لقمة مغموسة بالموت ؟
أمير الغزّي
أين تحلّق يا طير الحرّية
وقد غلّقوا السّماء والأرض في وجهك ؟
الفرحة غامرة جدًّا حين اللّقيا
وفتات الرّمق الأخير مصيدة
المصيدة متشابكة العقد
والصّيّاد مجهول يا بني
قيل يلبس ثوب الكاوبوي ،
يمتطي جوادا عربيا ،
يقطن في إسطبل عبريّ
ويعمل في مؤسّسة هُيّئت لك
أمير الغزي
أليس الوقت باكرا جدّا على الرّحيل
يا بني ؟
كيف ستنتعل التّراب أميالا وأميالا
والذّئاب في الانتظار
وأمّك العربيّة بين أحضان “ترمب”
في غفلة عنك
كيف تجوّع دهرا يا فلذة كبدي
لتقضم تفّاحة فجيعتك ؟
أمير الغزّي
الأفعى توزّع سمّها اليوم
تي اخترقت قلبك
و أجرة الإصبع الذي ضغط على الزّناد
و أجرة القاتل الّذي قثلك
دفع ثمنها ثريّ عربيّ
من بيت مال المسلمين …
أمير الغزّي
قرص الخبز يشتهيك اليوم
قبل أن تشتهيه أنت
فاركض أركض الى أعلى
قرص الخبز يستضيء بعينيك
يستدير لك
ووجهك كوّة النّور فاصعد
حلّق حلّق يا أميري في مداك كما رغبت
أمير الغزّي
تشهد الخيمة المشقوقة المفتوحة
على الرّيح الصّرصر
على جمر القيلولة
تشهد السّاعات الحبلى برعود القصف
تشهد الليالي تتلوّى بلا ذرة طعام نمت
تشهد طرقات الرّعب التي جبت
تشهد اليد الأمريكيّة التي قبّلت
كانوا جميعا مع اللّيل البهيم
وكنت مع الله
اليباب لهم
والسّّماء رحبها لك
لك قمر الشّهادة يا أميري
ولهم ظلمات الإفك
أمير الغزّي …
بقلم الشاعرة … حسناء حفظوني /تونس






































