بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
يا وردةَ الزّمانِ …
يا وردةَ الزّمانِ،
يا نسمةَ الفجرِ الّتي تلملمُ آهاتِ الوجدانِ،
أهدي إليكِ نبضَ قلبي،
وأنثرُ فوقَ طرقاتِ دربِكِ أزهارَ الحنانِ،
فأنتِ البدايةُ، والنّهايةُ، والحكايةُ في كلّ زمانِ.
سافرتُ في بحارِ العشقِ،
وحملتُ الرّيحَ في أشرعتي،
أبحثُ عن مرفأٍ يلملمُ شتاتي،
فوجدتُ في عينيكِ
موانئَ من نورٍ لا يغيبُ،
وشمسًا لا تعرفُ الغروبَ،
فتهتُ بين موجاتِ الهوى،
وأغرقتني في لجّةِ الاشتياقِ بلا عودةٍ.
يا زمنَ الصّبرِ،
هل لي أن ألوذَ بكَ؟
أم أنَّ العشقَ سجنٌ جميلٌ،
لا مهربَ منهُ سوى الاحتراقِ؟
أرى طيفَكِ في كلِّ مكانٍ،
في زوايا الحلمِ،
في هدوء اللّيلِ،
في شذى الزّهرِ،
وفي غبارِ الذّكرياتِ الّتي لا تبرحُ القلبَ،
تُدندنُ للحياةِ أنشودةَ الفقدِ واللّقاءِ.
يا نهرَ الشّوقِ،
اسكب عليّ من جداولِك الصافية،
فقلبي يذوبُ بين يديكِ كالشُمعِ،
وأشواقي تحترقُ كنجمةٍ تسقطُ في ظلمةِ السّماءِ،
تكتبُ على صفحاتِ العمرِ قصّةَ عشقٍ لا تموت.
يا طائرَ الحرّيّةِ،
احملني بعيدًا إلى حيثُ لا نهايةَ للأماني،
حيثُ يغني العشّاقُ أغانيهم،
وتتناثرُ الأحلامُ كالنّجومِ في سماءِ العشقِ.
فأنا عاشقٌ لا يهابُ الألم،
ولا يفرّ من نارِ الهوى،
بل أحتضنُها، وأستلهمُ من حرارتها الحياةَ،
فكيف لي أن أخونَ العشقَ وأتركَكِ؟
يا وردةَ الزّمانِ،
يا حلمي الّذي لا يفارقني،
ستبقى ملحمتنا تُروى على ألسنةِ العشّاقِ،
وتُنقشُ في كتابِ الزّمنِ،
قصيدةً لا تنتهي،
وموسيقىً لا تسكن.
بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق محافظة البصره






































