“هديّة القمر”
في ليلَةٍ قَمَرِيَّةٍ،
سَرَقْتُ مِنَ الضِّيَاءِ أَمَلًا،
وَانتَظَرْتُ الفَجْرَ يَتَدَفَّقُ نُورًا.
مِنْ شُروقِ النَّهَارِ قَطَفْتُ أَلْوَانَ الحَيَاةِ،
وَحَاكَ مِنْهَا قَمِيصًا مِنَ الحُلْمِ،
فَعَلَّقْتُهُ عَلَى خَيْطِ الوُجُودِ.
أَحْتَجِزُ نَفْسِي بَيْنَ الجُدْرَانِ،
وَلُغَةُ رُوحِكِ تَأْتِينِي كَالْيَاسَمِينِ،
تَمْزُجُ الرَّاحَةَ بِالاشْتِيَاقِ.
أَقْرَأُ حُرُوفَكِ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنِّي،
فَأَجِدُكِ هِبَةَ السَّمَاءِ،
وَسَكَنَ الأَلَمِ،
وَمِيزَانَ قَلْبِي الَّذِي يَعْزِفُ نَغَمَ الحَيَاةِ.
أَنْت الأُرْجُوحَةُ الَّتِي تَحْمِلُنِي إِلَى الفَرَحِ،
وَطَيْفُ الصَّبَاحِ الَّذِي يُبَاغِتُنِي بِالدَّهْشَةِ،
كَأَنَّنِي مَراهِقَةٌ تَعْشَقُ نَسِيمَ الرِّيحِ،
وَزَغْرَدَةَ العَصَافِيرِ،
وَالرَّقْصَ مَعَ السُّحُبِ.
أَنْت المَنُّ وَالسَّلَامُ،
أَنْت السَّعَادَةُ الَّتِي لَا تَأْتِي إِلَّا بِكَ،
فَلَيْسَ سِوَاكِ إِلَّا الحُبُّ،
وَلَيْسَ سِوَايَ إِلَّا أَنْت.
مريم حسين أبو زيد
٢٣ يوليو






































