” السّقوط المدوّي”
” بقلم : فاطمة حرفوش- سوريا “
كُشف اللّثامُ عن وجهِ الخديعةِ
فبانت حقيقةُ مكرِ اللّئامِ
عجزَ الكلامُ عن الوصفِ
ولفظت أنفاسها لغةُ البيانِ
قافلةُ الحروفِ تاهت
في متاهات الصّحراءِ
وفقدت معناها وقدرتها
على وصف تَغيُّر الحالِ
نداءُ استغاثةٍ أُطلقَ
يدوي صداه في دنيا الأنامِ
أحقّاً أنتم خيرُ أمّةٍ
يا أمّةَ الأعرابِ ؟!
أمنكم استقى المجدُ مجده
وفاخرت بكم حضارةُ الأممِ
وضربت بكم خيرَ مثالِ؟
بحثتُ بأوراقِ تاريخكم
فلم أجدْ إلا ماضياً مزيّفاً
ومحضَ خيالِ
وحاضراً يغرقُ في مستنقع الذّلِ والهوانِ
فيندى له جبينُ الأجيالِ
ويحكمُ حياتكم شيخٌ جاهلٌ
والمستقبلُ غامضُ لن يكون
سوى ضياعاً بضياعِ
أيدٍ سوداءُ خفيّةٌ تجرّكم
جرّاً إلى دارِ الفناءِ
دينُ البعضِ أصبحَ
لحيةً طويلةً ومسبحةً
وحجاباً يحجبُ العقلَ ويطويه بنقابِ
وشيخٌ يفتي بما يُفسدُ دينَ الحقِّ
ويضلُّ النّاسَ ويرمي الغشاوة على الألبابِ
وتضيعُ الحقيقةُ كلّها
بين مُدَّعٍ وكذابِ
حكّامُكم ملوكُ طوائفَ
أشدّاءُ على شعوبهم
ضعفاءُ عبيدٌ لدى الأعداءِ
معظم مدنكم أضحت خراباً
ينهبها لصٌّ ماهرٌ
يلبسُ عباءةَ الدّينِ
لا يهابُ لومةَ لائمٍ
والحرُّ غريبٌ منفيٌّ
في دنيا الأغرباء
ثقافتكم جهلٌ وتكفيرٌ وشتمٌ
مع لعنٍ يلحقها بسبابِ
مبادؤكم تُشرى وتُباع
لمن يدفعُ أكثرَ
ولا نجمٌ يشرقُ في سماءِ الأملِ
النّساءُ تُسبى وتُساقُ
لسوقِ النّخاسةِ خفيةً وعلانيةً
والكلُّ يهتفُ ويباركُ
هنيئاً للأحبابِ
أطفالكم أضحوا لعبةً
تلهو بها يدُ الأعداءِ
تضربها بشدّةٍ فتغدو
ممزّقةً الأشلاءِ
وعدوكم يتوعّدُكم
على الأبوابِ
وأمةُ المليارِ تهرولُ
بسرعةِ الضّوءِ
لترتمي بحضنِ الأعداءِ
وتغمرهم بسيلِ القبلِ
كأعزِ وأغلى الأصحابِ
يفترسها الجهلُ والتّعصّبُ الأعمى
ويفتّتُ أحشاءها
ويُنهكها الصّراعُ في جسدها المكلومِ
فتهرولُ ضاحكةً لقدرها المعلومِ .
لكنَّ قلبي بصدقه المعهودِ
يُنبئني أنَّه مهما اشتّدَ
ليلُ عصرِ الظّلامِ
لا تجزعي حبيبتي
انظري للفجرِ المولودِ
بدأت تلوحُ أنواره بالآفاقِ
وينشرُ بشائرَ نصره الموعودِ بالعلياءِ
ويهزمُ بكلّ فخرٍٍ جيشَ الطّغاةِ






































