بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
في متاهات الكون …
في فضاءِ الكونِ، حيثُ العدمُ يتنهّدُ،
وأسرارُ الأزمنةِ تتشابكُ كخيوطِ العنكبوت،
يمضي إنسانٌ… بلا ظلٍّ، بلا ذاكرةٍ، بلا مرفأ.
كلُّ خطوةٍ تأكلهُ،
كلُّ صمتٍ يحفرُ في صدرهِ هاويةً أخرى،
والزّمانُ الملتبسُ يدوّنُهُ كحاشيةٍ في كتابٍ مجهول.
هو سؤالٌ يمشي على قدمين،
هو جرحٌ مفتوحٌ في خاصرةِ الوجود،
ينادي نفسَه في ليلٍ لا قمرَ فيه،
“أين أنا؟ من أنا؟ إلى أين؟”
لكنّ الصّدى يضحكُ… ثمّ يختفي.
الأماني أوراقٌ صفراءُ
تحملها ريحُ السّرمديّةِ إلى العدم،
والحلمُ زورقٌ مكسورُ المجاديف،
يطفو على بحرٍ بلا شاطئ، بلا نهاية.
يريد أن يفهم،
أن يمسكَ جوهرَ الأشياءِ بين أصابعه،
لكنّ الأشياءَ نفسها تتبخّرُ كالدّخان،
والوجودُ العظيمُ يمرُّ أمامهُ
كغريبٍ لا يعرفُ حتّى اسمه.
في رحمِ العدمِ
يرتعشُ كجنينٍ منسيٍّ بين طياتِ الأبديّة،
لا بدايةَ تحتضنهُ، ولا نهايةَ تودّعهُ،
رحلةٌ حلزونيّةٌ…
يدور فيها حول نفسهِ حتّى يتلاشى.
هو الكونُ؟ أم هو انعكاسهُ في عينيه؟
هو الغيابُ؟ أم ظلُّ حضورٍ لا يكتمل؟
في كلِّ حالٍ…
يبقى الصّمتُ السّيّد، والموتُ سيّد الصّمت.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق محافظة البصره






































