بقلم … ميشال سعادة
#مَسَائِيَّات …
… لها دائِمًا
… وَنَبنِـي الحُبَّ قَشَّـةً قَشَّـةً
[ قديمًا كان أثاثُ البَيتِ مِن قَش ]
مَنْ أُحبُّها تَمسَحُ بالمَيرُونِ وُجُوهَ الخَرَائِبِ
أَنَـا حَيثُ أَنَـا
لَستُ أَنَـا
أَنايَ تَنأَى بَعِيدًا بَعِيدًا
في مِيَاهِ الشَّجَنِ
أُغنِّي حُبًّا يَضرَعُ للإِشتِعَالِ
أَقرَأُ على أَطرَافِ شُعلَتِـهِ
لَمسَةَ حَنَانٍ تَمسَحُ ناظرَيكِ
كي يَنفَتِحَ اللَّيلُ على أضوَائِـهِ
أَقرَأُ فِي كتَـابِ يَدَيـكِ
كَيفَ تَبحَثُ عَنِّي
فِي المَجِيءِ
فِي الرَّوَاحِ
أَسأَلُنِي _
هَلْ تفتِّشينَ عن مَملَكَةٍ
عَن حُلمٍ ضَائِـعٍ
عَن أَرضٍ بالقَمحِ مَزرُوعَـةٍ
عَن عُيُونٍ أيبَسَهَـا الأَرَقُ
لا زَالَتْ تَطُوفُ حَولَ عَطَشِي
حَولَ شِفَـاهٍ جَفَّفَهَـا الإنتِظَـارُ ؟
أَسألُنِي أَيضًا _
مَن أَينَ لَكِ هَذَا الدِّفْءُ
هَذِي النَّـارُ تَحتَ الضُّلُوعِ ؟
مِن أينَ لَكِ نَشِيدُ حَيَـاةٍ خَصِيبٍ
أمِنَ الحُبِّ
مِنَ النَّـارِ
أَمْ مِنَ الحُلمِ الرَّطُوبِ ؟
أَعرِفُ أَنَّ هَذَا العَـالمَ الَّذِي شَاخَ ضَوءُهُ
يُولَدُ مِنكِ لألاءً
كمَا النَّفَسُ بَعدَ التَّعَبِ
وَالمَـاءُ بَعدَ العَطَشِ
كمَا الرَّغبَةُ حينَ نَظُنُّ تَمُوتُ
لِغَيرِ رَجعَـةٍ
هِـيَ تَعُودُ أَكثَرَ اشتِعَالًا
أَنتِ
لا زِلتِ تُشبهينَ فَجرًا سَاطِعًـا
وَصَباحًا أَخضَرَ
يُفَجِّرُ رَغَبَاتِ النَّهَـارِ ..
إسمَعِينِـي _
رَأِيتُ الذَّهَبَ يَنمُو دَوَائِرَ دَوَائِرَ
حَولَ نَهدَيـكِ
حِينَ دَاعَبَهُمَـا المَـاءُ وَالزَّبَـدُ
كمَا يُهَدهِدُ المَوجُ سريرَ الذِّكرَيَاتِ
وَرَأيتُ المَطَرَ يَنسَابُ مِن عَينَيكِ
وَعَلَى الهُدبِ سُؤَالٌ
ما زِلتُ أُفَكِّـكُ ألغَـازَ مَعَانِيـهِ
حَتَّى الآن
إسمَعِي جَيِّدًا _
وَلا تَنسَيْ
أَنَّ الثَّلجَ يَعُودُ أَشدَّ بَيَاضًا وَحَرَارةً
أَنَّ العَـالمَ فِي عَينِيكِ العَسَلِيَّتَينِ
يَرتَجِفُ مِن ضَوئِهِمَـا
أنَـا العَاشِقُ آثَـارُ أقدَامٍ
دُخَـانُ كَلِمَـاتٍ
وَحُبٌّ مَرمِيٌّ كالظِـلِّ
فِي مُنتَصِفِ الحَيَـاة
لا تَنسَيْ _
لا شَيءَ يَدُومُ إلَّا إذا نَسَجَهُ القَلبُ
بالأَحـلَام
أُنظُرِي إِليَّ عَالِيًـا
هَا هِيَ السَّمَاءُ تَستَعِيدُ شَبَابَهَـا
عَلَى وَقْعِ طَـلَّاتِـكِ البَهِيَّة
وَأنَـا لا زِلتُ أُفَكِّـرُ بِـكِ
يَومَ فِي الحَقلِ مَشَيتِ
حَافِيَةَ القَدَمَينِ
عَلَى العُشبِ
وَعَلَى حَصَى نَهـرٍ
دَغدَغَـكِ الَـماءُ فَانتَشَيتِ
أُفَكِّـرُ بِـكِ _
مَأخُوذَةً بِالحِيرَةِ بِالقَلَـقِ
تَنَامِينَ فِي ظِلِّ حُبٍّ أَخضَرَ
أَسهَـرُ عَلَى شَمعَـةِ حُبٍّ
تَكَادُ تَنطَفِئُ حِينَ هَبَّـةِ نَسْمٍ ..
يا امرَأَةً _
فِي عَينَيهَـا بَرِيقٌ
يُمَاهِي بِركَـةَ المَـاءِ
أُفَكِّـرُ بِكِ _
تَتَنَفَّسِينَ أَتَنَفَّسُ
تُسَافِرِينَ أَحلُمُ
تَعُودِينَ أُهلِّـلُ
إذَا كَانَ لقَلبِكِ ألاَّ يَنبُضَ
فَمَا زَال نَبضُهُ فِي قَلبِيَ
مَسمُوعًا كجَرَسِ الكَنِيسِةِ القَدِيمَة
سَلِي العُصفُورَ الَّذِي فِي قَلبِكِ
يُرَفرِفُ فَوقَ أغصَانِـهِ
وَانظُرِي بِعَينَيَّ إلى خَرَائِطِ حُبِّنَـا
تَرَيْنَـهُ إلى صُعُودٍ
حَيثُ زَمَانُكِ يَرعَى حَيَـاةً ثَابِتَـة
أُنظُرِي إِلى حَقلِ القَمحِِ حَولَنَـا
تَرَيْ خُبزًا طَيِّبًا فِي مِعجَنِ الفُقَرَاءِ
سَألْتُ النَّحلَ عَنكِ قَـال _
شَفَتَاكِ نَبْعُ العَسَلِ
إسمَعِي وَاصغِي جَيِّدًا _
فِي دَاخِلِي هَلِّلُويَـا لَـكِ
هَلّلُويَـا للشَّمسِ
للأَرضِ
للقَمَرِ ..
فِي عُمقِ أعمَاقِـي
حُبٌّ أَخضَرُ يُشعِلُ أرضَ الغِيَـابِ
وَطِفلٌ يَأتِـي مِنَ الظِـلِّ
يَقَعُ فِي اللَّيلِ _
نُجُومُ اللَّيلِ تَشهَدُ
أدرَكَ هَذَا الطِّفلُ مِن زَمَنٍ
أَنَّ عَينَيكِ تَرَاهُ
وَيَرَاكِ تَرَينَـهُ
فِي السِرِّ
فِي العَلَـنِ
فِي حُضَورِ الغِيَـابِ
فِي غِيَـابِ الحُضُورِ ..
وَيَسأَلُ _
مَنْ تُـرَانِي أَكُونُ فِي نَاظِرَيكِ ؟
إلى مَنْ تَصرُخِينَ في الوَقتِ الجَلَلِ ؟
يَعرِفُ هَذَا الطِّفلُ
أَنَّهُ عَلَى قِمَّةِ الجَبَـلِ
بَينَهُ وَبَينَ العُمقِ ثَـوَانٍ
وَيَنهَـارُ الحُلُمُ ..
… وَيُحِبُّـكِ
يَمُوتُ مِنَ الحُبِّ كَي لا يَمُوت
وَيستَحِقُّ هَذَا الحُبَّ
لأنَّـكِ طَرِيقُـهُ
وَالحَقُّ وَالحَيَـاة
بقلم … ميشال سعادة
مساء الخميس 6/10/2016






































