بقلم … كاتيا سلامي
……أرسُمُكَ …..
أرسمُك بقَصائدي رجُلاً من عالمٍ آخر
أرسمُكَ في قلبي نبيًّا
يمشي على شِعري كَسَربِ سَنابلٍ.
لا تُشبهُ الأحياءَ… فأنتَ قصيدةٌ
سُفِكَ الجمالُ بها بغيرِ مقاتلٍ.
من أينَ جئتَ؟
أأنتَ سِحرٌ هاربٌ من سطرِ مجنونٍ
بِفيضِ مشاعِلَ؟
أأنتَ من ضوءِ نبوءةِ خُطَّت لي؟
أم مِن خيالِ عُشّاقٍ أوائِلَ؟
أنا لا أراكَ كما يَراكَ العالِمونَ بِحُبّي،
فأنتَ في عَينَيَّ رَجاءُ جاهلٍ.
تَمضي على وَهمي وَتُولَدُ كُلّما
ذُكِرَ الهوى في لَحظَةٍ مِن زائِلٍ.
تَنبِضْ على وَرَقي، فَتُورِقُ كَزَهرَةِ ياسمينٍ
وَكُلُّ حَرفٍ فيكَ قاتل.
وتَقولُ: “إنَّك لَستَ إلاّ شاعرًا ، لَستَ إلاّ حبيبًا بِالعِشْقِ هائِمٍ”.
وَأنا أراكَ فَوقَ الشِّعرِ في ظِلٍّ مُتكامِلٍ.
أنا ما رَسَمتُكَ بالمِدادِ عَبثَا،
بَل كُنتَ حُلمي
حينَ هَبَّت نَسائِمُ عُمرٍ قاحِلٍ .
وها أنا أرسمُكَ الآنَ كَما أشتَهي،
كما أتمنّاكَ في قلبٍ مُتيَّمٍ.
أرسُمُكَ رجُلًا من المِعنى,
نَقِِيَّ روحٍ وَمَنازلَ.
بَل إنّي أرسُمُكَ
وَطني الّذي لا يشبهُ إلاّك،
لا ينتَمي لِلأرضِ،
لأنَّكَ في الهَوى ناسِكُ مِحبَرتي،
ومِنكَ تُولَدُ الحروفُ
كَمحارِبٍ مُناضِلٍ.
بقلم … كاتيا سلامي
٢٠٢٥/٧/٢٠






































