—
تمشي على جُرحِ الشّعوبِ وتغنّي،
كأنَّها فوقَ الرّمادِ تضحكُ وتُثني،
تُلقي وعودًا كالنّدى، لكنَّها
ندى من الوهمِ، في كفِّ الريّاحِ يُفَنّي.
تُريكَ وجهَ العدلِ في مرآتها،
والقهرُ في أعماقِها نارٌ وسِكّينُ،
ما بينَ “حريّاتِها” وسلاسلِ العُمرِ،
بابٌ من الجحيمِ، فيهِ الدّمعُ مسجونُ.
إنْ كنتَ عاشقًا لبريقِ حضارتِها،
فانظرْ وراءَ الضّوءِ، حيثُ الموتُ مأهونُ،
أبراجُها قصائدٌ من عظامِ أطفالٍ،
قصورها لحنٌ، لكنّ الدّماءَ موزونُ.
تسمو كأنَّ الكونَ مُلكُ يمينِها،
تكتبُ على الأزمانِ: “أنا لا أُستَأجَرُ”
تبني من الجماجمِ لحنًا، ومن الفقراءِ
مأدبةً، والعُمرُ في الليلِ يُؤْمَرُ.
لكنْ سيأتي الفجرُ، يأتي صارخًا،
يهوي الطّغاةُ، وينطفئُ في العينِ المنظرُ،
وتعودُ للأرضِ أنفاسُها، ويورقُ العدلُ،
ويولدُ في المدى فجرٌ يُسطّرُ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































