قصيدي بعنوان – مرثى المرايا-
لطيفة الشابي
نَشْوًا يُغَرِّدُ، خَطْبُهُ إزْمِيلا
أدْمَى المنالَ و ألَّبَ التّرتيلَ
رهقٌ يَؤجُ على الضُّلوعِ مُتْعَبا
و القلبُ ظِلٌّ يُومِضُ قِنْديلَا
ما بين لفظي و اختلاف مزامني
حكيٌ يزيد تميمتي تأويـــلَا
من دفّةِ الأشعارِ صُغْتُ عِبارتي
و طرّزْتُ منْ خيطِ الحروفِ فتيلَا
كم منْ أمال كبَّلتْ أوطانها
و بدا نشيدُ الكادحينَ عويلَا
وجُناتُهُمْ قدْ أفرزوا الأضدادَ
رَحِمُ العدالة أجْهضَ التّنكيـلَا
والعابرون على سَفاهَةِ مجدهِمْ
زرعوا التّناقض بالمروجِ رهيلَا
فتراقصتْ كلّ الدُّنى في يَمِّهِمْ
ثَمِلَ الجميعُ و زادهم تطبيلَا
وَ لَإنْ تردّى العُرْبُ منْ أفعالهم
لبّ الفسادُ حرقة ًو رحيلَا
لوْ ما العقولُ بمجد أرضٍ تَرْقَّى
يفنى الأصيلُ و لنْ يكونَ عمِيلَا
فالمجدُ للأخيارِ كنزٌ، إنّما
بالعارِ عِطرٌ لا يهفُّ سبيلَا
تبّا لعُرْبٍ إنْ جنوا وهما، ولو
رشفوا مع كأسِ الجناةِ أسيلَا
مهما الظّلالُ بغمِّ لَيلِهِ طال
يغدو بشهدِ المارقين هجيلَا
و الحُرُّ إنْ يسمو ببسمته و يعفو
سيظلُّ حَكْيُ الهازئين عليلا
والنّفسُ لو فاحتْ بأعطارِ الرّضا
تغدو بزهد الأنقياء أثيــــــلا






































