“ولدتُ وفي قلبي مئذنة”
بقلمي : ” منية نعيمة جلال”
18/07/2025
يوم عيد ميلادي
في مثل هذا اليوم
لم تُولد امرأة فحسب،
بل وُلدت شاعرة
من رحم الحرف والخذلان،
من العتمة الّتي أنجبت الضّوء،
ومن وجعٍ صار له جناح.
أنا منية نعيمة جلال،
أكتب لأنّني لا أحتمل الصّمت،
وأصمت أحيانًا لأنّ القصيدة
تحتاج لفسحة وجع كي تكتمل.
✦ إهداء ✦
– إلى كلّ امرأة تعانق الحياة ولا تُسلّمها مفاتيحها كلّها
-إلى الجويليين…
أولئك الّذين ولدوا من وهج الشّمس لا من رحم الظلّ …الّذين يسكنهم قمرٌ رومانسيّ،
تغمرهم العاطفة حتّى الأعماق،
ويُولدون كلّ يوم من جديد،
كأنًهم لم يُهزموا بالأمس.
-وإلى التّموزيين…
أبناء الحرائق النّبيلة،
الّذين حين يُخذَلون لا ينكسرون،
بل ينهضون من رمادهم
كأنّ الوجع ماءٌ خفيّ يسقيهم.
أنتم الّذين
تتّخذون من الحبّ دينًا،
ومن الوفاء ديدنًا،
تضحكون وتبكون في لحظة الفرح
لأنّ قلوبكم أوسع من التّناقض.
أنتم الّذين
حين ينهار العالم،
تُضيئون أرواحكم بشمعة داخليّة
لا تُطفئها رياح الخسارة.
ولأنً جويلية
هو الشهر الأنثى الوحيد،
كان لا بدّ أن تولد فيه امرأة
تكتب نفسها كلً عام،
وتضع قلبها مئذنة
ترفَعُ الأذانَ إلى داخلها.
القصيدة:
“ولدتُ وفي قلبي مئذنة”
ولدتُ وفي قلبي مئذنة
وفي يدي شقُّ نخلةٍ
تدعو الماءَ أن يصعد إليّ.
كأنًني آخر النّاجين
من طوفان الدّمع،
أمشي على شرفةٍ من وجع،
ولا أسقط.
اليوم أبلغ منّي…
كما لم أبلغني من قبل،
أمسح رمادي بشالٍ
كنتُ قد نسجتُه من دمعٍ
ونقشته بخيوط الضّحك المؤجّل.
أنا ابنة الحبر الّذي لم يُقرأ،
وحبيبة المواعيد الّتي لم تُفتح،
لكنّي… لستُ بعد اليوم
قصيدة ضائعة الإيقاع،
بل نايٌ يعزف وحده
لأنّه تعلّم السُّلمَ
من نُشازِ الحياة.
أعيادي ليست بالشّموع،
بل بشفاهي الّتي ذاقت الصّمت
ثم تعلّمت النّطق من جديد.
أكتب على جلدي:
كلّ خذلانٍ مرّ بي
كان طريقًا إلى اسمي،
وكلً غيابٍ
كان مرآتي حين ضيّعتني الزًحمة.
يا أيّها الًذي لن يعود…
أشكرُك لأنّك لم تكن،
فقد ولدتني كما أولد الآن:
ناضجة، بهيّة،
امرأة تعانق الحياة
دون أن تخلع عنها حكمة الوجع.
اليوم…
أُطفئ شمعةً في قلبي،
وأشعل أخرى في رأسي.
اليوم…
ولدتُ
وفي قلبي مئذنة
ترفع الأذان إلى داخلي.
م/ نعيمة جلال






































