اللحمة الوطنيّة وضرورتها لتحقيق الأمن والاستقرار …
كتب … الدكتور محمد العبادي
اللحمة الوطنّية هي التّلاحم والتّرابط بين أبناء الوطن، وهي العامل الأساسي الّذي يجعل المجتمع قويّاً ومتماسكاً أمام التّحدّيات المختلفة. تعتبر اللحمة الوطنيّة من أهم مقوّمات استقرار الدّول ونجاحها في مواجهة الصّراعات الدّاخليّة والخارجيّة.
تتجلّى أهمّية اللحمة الوطنيّة في تعزيز الوحدة الوطنيّة ، عندما يتضافر الجميع حول هدف مشترك بمشاعر المحبّة والانتماء، يصبح الوطن كتلة واحدة صامدة أمام الأزمات.
تكون الدّولة الّتي تتمتّع بلحمة وطنيّة قويّةً أقل عرضة للصراعات الدّاخليّة والانقسامات الّتي قد تزعزع الأمن والاستقرار الدّاخلي .
لذلك التّعاون والتّكاتف يسرعان من وتيرة التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ويجعلان من الوطن بيئة خصبة للنجاح والازدهار والاستعداد لمواجهة التّحدّيات والأزمات:
في أوقات المحن والكوارث، تظهر أهمّيّة اللحمة الوطنيّة من خلال الدّعم المتبادل والتّضامن بين أبناء الشّعب.
وعلينا أن نحافظ على اللحمة الوطنيّة و تعزيز ثقافة الحوار والتّسامح والاحترام بين الفئات المختلفة و نشر قيم الانتماء والمحبّة بين أفراد المجتمع ، والعمل بجدّ على تعزيز العدالة والمساواة وتوفير فرص متكافئة للجميع.
اللحمة الوطنيّة ليست مجرّد شعور، بل هي العمل الدّؤوب من الجميع للحفاظ على وحدة الوطن وقوّته.
وهناك أمثلة عديدة على اللحمة الوطنيّة وأثرها الإيجابي في العديد من الدّول الّتي واجهت تحدّيات كبيرة، كانت اللحمة الوطنيّة هي القوّة الّتي أوصلتها للسلام والاستقرار. فعلى سبيل المثال، استطاعت بعض الدّول تجاوز الحروب والصّراعات الدّاخليّة بفضل تماسك شعوبها وتمكّنها من تجاوز الخلافات بالمحبة والتّضامن.
في عصرنا التّكنولوجي ووسائل التّواصل الاجتماعي، تظهر أهمّيّة اللحمة الوطنيّة أكثر من أيّ وقت مضى. إذ أن نشر الانقسامات والصّراعات عبر هذه الوسائل قد يهدّد السّلام الدّاخلي، لذلك على الجميع أن يكونوا مسؤولين في تعاملهم مع المعلومات وأن يروّجوا للوصل والمحبّة بين الجميع.
هناك ايضاً الحكومات والمؤسّسات التّعليميّة والثّقافيّة لها دور محوري في بناء وتعزيز اللحمة الوطنيّة من خلال البرامج التّوعويّة وحثّ الأجيال الجديدة على حبّ الوطن والاعتزاز به.






































