نصف حياة” بلون الأبريكوت”
1. على شرفة البحر
أبحث عن ظلّي
تحت مرايا الموج
هل كنتُ هناك؟
أم كنتُ وهماً يلوّح للموج؟
2. وهمٌ
صار البحر أغنية
والصّوت امرأة
ترتّق الغياب بنوتة الحنين
ترقص على زبدٍ يشبه الأحلام
3. الأحلام
تتبدّل…
حين أغيّر مكاني
أصير أكثر عطشًا
في الحديقة،
حيث تنام الأشجار على كتف الوقت،
أسأل:
هل يشبهني هذا الظّل؟
هل أنا نصف فرح؟
أم نصف حزن بنكهة ياسمين؟
4. الياسمين
يذكّرني بوجه أمي
ويدِها الّتي كانت تمسح حزني كأنّها تمسح الغبار عن قلبها
أكتب لأحياها في سطر
وأحيا بي…
5. بي
تسكن امرأة
نهارُها صمتٌ
ليلُها قصيدة
تحمل جسدها كنصّ خام
وتزرع في ذاكرة البيت
قصائد لم تولد بعد
6. لم تولد بعد
لكنها تمشي بي
كأنّها أنا…
أكتبها في كلّ الجهات
وفي زاويةٍ من واجهة البيت
أتساءل:
هل البيوت تشبه ساكنيها؟
أم السّاكنون يُشبهون ملامح الجدران؟
7. الجدران
صماء…
لكنّها تحفظ ضجيج الحبّ القديم
ورائحة القهوة
وأسماء من مرّوا دون وداع
8. وداع
يشبه خذلانًا مؤجّلًا
أتركه في صدري مثل موسيقى مبتورة
وأجلس
أحتضن ظهري كأنّني أعتذر لجسدي
لأنّي لم أكن دائمًا حنونة عليه
9. عليه
سقطت كلّ لحظاتي الثّقيلة
كلّ ما لم أقله
كلّ الرّسائل الّتي لم أُرسلها
كلّ النّداءات الّتي لم تجد من يردّ
وها أنا أقف…
أُرمّم خيبتي بكلمة
10. كلمة
هي ديني
ووجهتي
وحبّي القديم الّذي لم يخذلني
أنحت بها وجهي
وأُطرّز أنوثتي بالمعنى
كأنّني القصيدة تمشي على قدمين
وتعبر العتمة بحروف دافئة
11. الدّافئة
ليالي القصائد
حين تصير اللغة حضنًا
والبياض وطنًا
والوجع نايًا
أكتب لأحيا
لأشهد أنّني كنت امرأة
تحبّ وتكتب في آن
12. آن
أن أعود إلى البحر
أن أسأل الموج عنّي
أن أضع خطوي حيث ابتسمت آخر مرة
وأحمل قلبي مثل صدفةٍ
فيها من الغياب أكثر من الحنين
وفيها…
البداية من جديد
نصوص توالدت من رحم السّؤال
منية نعيمة جلال
شاعرة الوجع النّاعم
………. أنثى الحرف والحنين






































