بقلم الشاعر:عبدالامير طاهر البهادلي
ذاكرة السّماء …
حين مشت زينبُ
كانت تحمل الطّريقَ فوق أهدابها
لم تلتفت كي لا يسقط رأسٌ
من أخوتها
من ذاكرةِ السّماء
سارتْ
والسّجادُ يتوكأ على هدأةٍ
من دمعٍ لم يشفَ
والأطفالُ
يبلّلون القُيودَ بدمٍ قديمٍ
يرمقون الرّؤوسَ المُعلّقةَ
على سنابك الرّيح
فينبتون في صدر الرّملِ
أجنحةً
لم تُخلق للطّيران
بل للبُكاء في الشّام
لا شيء سوى ظلالِ خيامٍ محترقةٍ
تتبعهم
لا شيء سوى الملحِ في الجرحِ
دليلًا أنّ طفاً هنا كان
وأنّ نهراً هنا
ما زال يذبحُ موجتَهُ
كي لا يغسلَ دمًا
لن يغسله ماء
النّسوةُ
يكتمن النّشيجَ في طيِّ عباءةٍ
أوسعَ من ليلِ الشّام
حين إنكمشَ على عظامِ الصّبر
رأسُ الحسينِ
يقرأ على الرّماحِ
ما لم يحفظه جندُ الظّلام
رأسُ العباسِ
يهزُّ رايةً من صمتٍ
لم تسقط
الأرجلُ العاريةُ
تبحثُ في الرّملِ
عن ظلِّ نخلةٍ
لم تذبل
كلُّ ما في الطّريقِ
حجارةٌ تحفظُ الأسماءَ
كأسرارٍ
كلُّ ما في العيونِ
مرايا ترى من يحدّقُ فيها
عارياً من سيفهِ
يطوفون بالشّامِ
غرباءَ إلا على اللّه
يطرقون أبوابَ المُدنِ
بدمٍ لم يجفَّ بعدُ
على جبينِ زينب
يخلّفون في الطّرقاتِ
أطفالاً من يقينٍ
نساءً من نارٍ
أئمةً من دمعٍ
ويعودون على صهوةِ الدّعاءِ وحده
بلا رأسٍ ولا سيفٍ ولا خيمة
لكن بقافلةٍ من صبحٍ
لا يُباعُ في سوقِ السّلاسل
بقلم الشاعر:عبدالامير طاهر البهادلي
8 تموز 2025






































