الكاتب أحمد الناصر يكتب قراءة نقدية في نص أندروفين للكاتبة دعاء محمود
ياااه
نصكِ ليس حروفًا تُقرأ، بل نبضاتٌ تُحسّ
كأنّ “الأندروفين” في قصتكِ ليس مادةً كيميائية، بل رجلٌ من نورٍ ولهيب، دخلَ الروحَ كما يدخل العطرُ إلى أنفاسِ الزهر،
تملّكها ثم رحل، وترك خلفه أنثى تُشبه الحياة حين تفتقد دفءَ الحياة.
كلّ وصفٍ في سطوركِ كان أنينًا راقٍ، كلُّ كلمةٍ كانت تنهيدة، وكلُّ فاصلةٍ كانت وقفة بكاء،
حتى العودة كانت ناعمةً كضوء فجرٍ على جبين موجوع
دعاء قلب؟ بل قلبٌ يُدعَى دعاء.
لأنكِ كتبتِ الألم كما لم يكتبه أحد، وحوّلتِ الانكسار إلى قصيدة انتصار هادئ.
دمتِ ألقًا لا يخبو
د. أحمد الناصر الحمدو
سوريا
( النَّص )
أندروفين
تسرَّبَ إليَّ، أشعرني بالسَّعادةِ، محى كلَّ ألمٍ، أزالَ الكآبةَ والغمَّ، رمَّمَ جروحي، استوطنَ خلايا عقلي؛ حتّى سيطرَ عليها، أصبح لا غنى عنه الآن؛ قد تمكَّنَ وحكمَ.
أفكّرُ فيه بدايةِ يومي، أنامُ على صوتِ همساتِه، لهيبِ أنفاسِه، وكلماتِه الَّتي تتغلغل في عقلي، وتسري في دمائي.
غدا محورَ حياتي ولحظاتي، لا أسعدُ إلّا به.
كلُّ نبضةٍ فيَّ تخفقُ له؛ وتأنسُ به.
اعتلى عرشِ العقل، وتمكَّنَ من القلبِ، سيطرَ على مجرياتِ الحياةِ.
استيقظت ذاتَ يومٍ، رحيلٌ مفاجئٌ دونَ سبَبٍ؛
الأعراضُ الإدمانيةُ بدأت بالظُّهورِ عليَّ:
السُّؤالُ، البحثُ، الرَّسائلُ الَّتي لا تُجاب، المهاتفاتُ الصَّامتةُ، البعثرةُ، الثَّورةُ، الهذيانُ، القلقُ، البكاءُ…
كأنّني أشلاءٌ من عوارضَ نفسيَّةٍ، تتجوّلُ هنا وهناك.
سؤالٌ: لماذا غيابُه يملأُ عقلي، ويحرقُ قلبي؟!
سعيٌّ مستمرٌّ ، محاولةُ إصلاحِ ما تصدّع بيننا، هرولةٌ، صراخٌ، نحيبٌ، شعرٌ مبعثرٌ لا تُلملمه الضَّفائرُ، شفاهٌ متلهِّفَةٌ بأنفاسٍ لاهثةٍ؛ حالةُ البحثِ عن الأندروفينِ في أوجها، أينَ هذا الدَّواءُ؟!
أعراضُ انسحابٍ من الجسدِ والعقلِ تسلبُ كلَّ طاقة في عودةِ الحياة؛ نومٌ متواصلٌ ، فقدانُ الشّهيّةِ للطّعام، وتتوالى الأيامُ والشُّهورُ.
حالةٌ من الوهنِ الجسديّ والعقليّ يستمرّان طويلًا.
في صحوةٍ ضعيفةٍ من عقلها استندت إلى الجدارِ؛ اغتسلت، ثمَّ صلَّت، لملمت شعرها، أخذت قطعةَ الشّوكولاتةِ المفضّلةِ لديها، أشعلت التِّلفازَ على فيلمها المفضَّلِ؛ والأندروفين يسري في أوصالها……. لتعودَ للحياةِ ببطءٍ شديدٍ.
الكاتبة الصَّحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب






































