الإستقلال كما تخيّلته داخل الزّنزانة
الشّاعرة الجزائرية آنّا غريكي
ترجمة … لميس سعدي
سيكون يوما شبيها بسائر الأيّام
صباحا مألوفا بأفراح معروفة
ومجرَّبة لأنّها يوميّة
واحدة من تلك الاستفاقات الّتي تتسكّع حتّى الحمّام
حتّى السّيجارة الأولى بعد القهوة
والجريدة الّتي نعلِّق على أخبارها وتلطِّخ أيدينا بالحبر
كلّ الطّقوس ستستعيد عافيتها
حركات رائقة تُحِلّ السّلام الّذي استعدناه
وتبعث من جديد السّلام الّذي فزنا به
حركات مليئة بالثّقة وبأسباب الوجود
تبدأ اليوم بشكل صحيح وبلا أخطاء جسيمة
حركات كائنات حرّة لا تفقد ذاكرتها
سنحرص على ترك المفتاح في الباب
وعلى أن يدخل الشّارعُ من النّافذة المفتوحة
الشّارع بأكمله، بشمسه وأطفاله
الشّارع الغنيّ بأصدقاء غرباء
وبمارّة أَخويين
سيكون بيتنا مفتوحا لمن يرغب فيه
لمن يحتاج إلى الدّفء ويشعر بالجوع
لكن علينا أن نشعر بالجوع وأن تكون عيوننا إلى الأبد نَهِمة
سيكون الفرح متوفِّرا لكنّنا لن ننسى ما حدث
لن نحتاج كثيرا إلى الكلام
سنكتفي بالحياة وسنكون قد تعلّمنا كيف نحياها






































