بقلم الشاعره … منية نعيمة جلال
أكتبك مقامًا …
للبوح الّذي لا يُقال… إلّا على ورقٍ يعرف طُهر النّيّة ووجع السّرّ
١
أيّ ريحٍ تلك الّتي خبّأت ملامحك؟
أين تُخبّئ شراعك الموشوم بنداءاتي؟
من أيّ الجهّات انسللتَ إليّ؟
أيّ أسطورةٍ نسجتك من خيط غياب؟
وأيّ النّساءِ أودعتَ في صدورهنّ رعشتي؟
قل لي…
فأنا الّتي عشقتُ ظلالك قبل أن تتجسّد،
وأيقظني حنينك قبل أن أعرفك.
٢
قل يا حبيبي…
فأنا التّي حفظتُ كلّ دروبك عن ظهر وجع،
وأدمنتُ نداء الموج حين يحنّ إليك،
كلّ شراعٍ لك،
كان في قلبي محرابًا،
وكلّ بحرٍ اجتزتَه،
كان مرآةً لذاكرتي.
ذكرياتك؟
عاصفةٌ صماء
أغرقتني…
ونسيتُ أن أجمعَ آخر الطّوابع البريديّة،
لرسائل لم تُكتب،
ولبُعدٍ لم يُفكَّ شيفته.
٣
أكتبك الآن…
كما يكتب العارف حزنه في سجدةِ سُكر،
كما ينقش العاشق اسمه على صدر الغيب،
دون أن ينتظر عودة… أو وفاء.
أكتبك كأنّك أحدُ أولياء الخيبة،
وكأنّ قلبي زاويةٌ مهجورة
تُشعل فيها الأرواح شموع البقاء.
ما عدتُ أنتظر…
فكلّ الّذين عاهدوا، نكثوا،
وكلّ الّذين وعدوا،
أذابهم الغياب في كأس النّسيان.
لم يبقَ لي إلا الورقة…
أُحدّثها كأنّها ليلٌ يعرفني،
أرسم وجهي على صدرها
حين يتنكّر لي المدى،
وأنقش على بياضها دعاءً
لا يُقال إلّا في مقام الأسرار:
“يا هو… خذ قلبي،
فقد أتعبه الرّاجعون من الورد،
بأيدٍ فارغة.”
بقلم الشاعره … منية نعيمة جلال
شاعرة الوجع الناعم






































