زمن التّرقّب …
بقلم … زين الدين ديب
أهيم في عالم من وحي خيالك ، ينتابني شعور بالإنتماء ، فأتجسّد وعدًا لنفسي المحلّقة فوق المادّة ، حيث الوجد الدّفين تلفُّه غبار الانتقال ، لم تعد هذه الدّنيا تٌروي اهتماماتي ، لم يعد غيم الصّبا يحتشد فوق يمّ السّكينة ، لم يعد الشّفق بألوانه المدهشة يجذب النّفس القلقة من دنو الانتقال ، إنّه العبور نحو مسارب الحيرة، لا أحد يضمن الطّريق ، لا أحد بإستطاعته رسم حدود الصّراط ، أو التّكهّن بمندرجات التّكوين ،الكمُّ مجهول ، والكيفُ لغز ،والحالة افتراضيّة ،ثابتة هي في الخيال ، وهميّة معلّقة على ألواح البقاء ، إنّه زمن التّرقّب ، هنيهات قبل السّموّ الى عوامل المجهول ، التّنبّؤات لا يُعترف بها ،والحالة ملحاحة لدنوِّ الدّلوِ من سطح الماء ، من يعرف العوم في مياه الشّكّ؟ من يُحسن التّماهي مع الذّات الرّاحلة؟؟؟ من يكفكف دمع اللوعة ، ويوقف رجفة الحسرة؟من يقنع بالإستبدال الرّحيم؟؟؟من يوقف الجموح القسري نحو الغياب؟؟؟من يُعيد الهدأة الى النّفس القلقة؟؟؟من يمحو سحب الحزن عن المقل الضّالة؟؟؟من يزرع الطّمأنينة في قلوب خافَت عناق الأبد؟؟من يشقّ ثوب المستحيل لمعرفة المصير؟؟؟من يُقلب المعرفة بين الشّكّ واليقين؟؟من يحدّ اليقين؟من يشرب من جداول الوصل بين الأرض والسّماء؟؟من يكتب على خطوط المطر بإتجاه السّماء؟؟بعد السّحاب صحوٌ وألوان من حدائق السّماء…من يجرؤ على نكران ماء السّماء؟؟؟السّماء لا تمطر…السّماء لا لون محدّد…..لا جمال مكهرب!!لا مجال معلوم ومحدود!!لا حدود معترف بها ولا أبعاد ثابتة!!!كونٌ متحرّك ، أين الثّبات؟؟أين المعرفة المطلقة؟؟؟بل أين خطوط العبور؟لم أعد أقوى على وعد نفسي بالمجهول ، هذا المجهول أصبح على قاب قوسين أو أدنى من حدود الرّؤى!!
أستطيع أن ألملم أبعادي المنسيّة ، لكن لا أستطيع ترسيم معالم الآتي ولا كنهه في الزّمان والمكان.
أسمع صوت الدّعوة من أبواب كثيرة ، في اليقظة والحلم، في الهدأة والضّجيج ،في الصّخب والسّكون، في النّهار والليل،في الضّوء والعتمة، وفي كل ثنائيات الوجود!!ضعت بين الحقّ والباطل ،همت بين الصّحِّ والخطأ،تهت بين الوجود والعدم ، أصبحت قلقا بعد أن اطمأنّيت للإنتقال الموعود …تتبدّل قناعاتي كلّما بدّلت وجه المعرفة ، تهتزّ الثّوابت كلّما رخص الإنسان واشتدّ الظّلم وطغى القتل والقتل المضاد، الكلُّ يقتل الكلّ باسم السّماء والحرّيّة والمطلق!!!من يعرف أكثر يقتل أكثر!!والجاهل يتجرّأ !! أين يحتفظ الإنسان بذكريات الوجود الأولى؟؟؟هل نحن حالة منقولة أم إبداع غير مسبوق؟؟؟
أين نحن من المعرفة الكونيّة وأبعاد الخلق وأهدافه؟؟؟
أين أنت أيّها المبدع الأوّل؟
أين خطّ اليقين؟
أين طريق العبور؟
أين أبعاد المستَقَرّ؟؟؟
أينك أيّها العقل الهائم بين الشّكّ واليقين؟؟؟
بقلم … زين الدين ديب
🇱🇧






































