مناجاةُ الطّائرِ الأخير
في فسحةِ الغيابِ،
أسمعُ خفقَ أجنحةٍ
تُلامسُ ذاكرةَ الضّوءِ
وتوقظُ ندى الطُّفولةِ
من سباتهِ الأزليِّ.
ترتجفُ روحي
كلّما عبرَ طيفُ طائرٍ
لم يُسجّلِ الرّحيلَ في دفاترِ الرّيح،
لكنّهُ خلّفَ ظلالَه
على جدرانِ الحنينِ.
—
كم من نافذةٍ
بقيتْ تنتظرُ الرّفيفَ الأخير؟
كم من حلمٍ
تحوّلَ إلى غبارٍ
حينَ سكتتِ الأغنيةُ
في حنجرةِ المساء؟
—
يا أيّها الطّائرُ
الواقفُ فوقَ خرائطِ النّسيان،
هل رأيتَ ملامحي
تتبعثرُ على شفاهِ السُّكون؟
هل سمعتَ أنيني
يتلوَّنُ بلونِ الغروبِ؟
—
أخبرني،
أأنتَ ظلُّ أمنيةٍ
أضاعها الزّمانُ
أم صدى لحنٍ قديمٍ
ما زالَ يوقظُ فيّ
رغبةَ الطّيرانِ؟
خذني إليكَ،
إلى أرضٍ لا يُعرفُ فيها الوداع،
ولا تُكتَبُ فيها القصائدُ
على حوافِّ الدّموع،
خذني حيثُ تُولدُ العيونُ من جديد،
وحيثُ يكونُ الحنينُ
هو كلّ ما نحتاجُهُ لنحيا.
بقلم مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































