بقلم أ. سامية البابا
رسالة في درب الحياة …
الدّنيا سِكّة سفر، فيها الخير وفيها الشّرّ
فيها الشّوك وفيها الورد، والفرح أوقاتًا يمرّ
نمشي دروبها بالعقل، ونفهم أسرار القدر
نزرع بذور الطّيب دومًا، ونحصد الثّمرة والثّمر
الدّنيا مركب وسط بحور، فيها الموج وفيها السّكون
تخدع بزينتها العيون، لكنّها فانية تهون
اللي يصبر في المشوار، ربه يثبّت له الظّنون
واللي يظلم يوم يلقى، ساعة تندم فيها المتون
إيّاك أن تمشي في الظّلام، واتبع دروب النّور سيرًا
خلّك مع الحقّ الثّمين، لا تتبع الباطل وتطير
عيش الحياة بضمير حيّ، لا تنكسر لا تستدير
خلّك كرم للناس دوم، وكون على الطّيب سفير
الدّنيا دار امتحان، كلٍّ على قدره يبان
مرّات تضحك لك سنين، ومرّات تجرح بالأمان
لكن رجانا في الكريم، اللي بيده كلّ شان
نعمل لجنّة عرضها، ما بين عرض الأرض والجان
والموت حقٍّ لا محال، مهما يطول بك المسير
يأتيك لحظة ما تدري، لا ينفع مال أو وزير
والقبر بيت للرحيل، إمّا نعيم أو مستجير
يُسألْ فؤادك عن عمل، عن كل سرٍّ مستتر
يوم الحساب به تنكشف، كل الخفايا والذنوب
والناس تمشي ترتجف، تسأل رضا رب القلوب
فاز الذي صان اليمين، ما خان عهدًا أو كذوب
وسقى بفعله كلّ خير، وكان في دربه محبوب
فامشِ بدربك بافتكار، إن الحياة لها ثمن
واعمل لأجلك للمعاد، لا يغويك فيها مَن فتن
خلّك أمين وكن رحيم، للناس دايم مُحسن
ترجو رضا ربّ العباد، وتلقى الجنان لمن سكن
الدنيا لحظة وانطوت، والعاقل اللي اتّعظ
لا تنخدع فيها السنين، ولا تبيع الدين برخص
في كلّ خطوة خلّ نيتك، وجه الكريم اللي ارتضى
هو الأمان، هو السلام، وبه النجاة لمن مضى
بقلم أ. سامية البابا
فلسطين






































