رَجْعُ النَّبْضِ الَّذِي لَا يَسْكُن
يا مَنْ تَكْتُبُ لِكَيْ لا تَنْجُو،
كأنَّ الحرفَ نهرٌ
والصَّدْرَ مجرى،
يَسِيلُ عليهِ الوَجعُ مُوَشًّى بالنُّدْبِ…
تَسْكُبُ الْمَدى في جُرْحٍ،
وتَسْتَدرِجُ الغيابَ بِرَجْعِ الحَنين،
كَأنَّكَ تُرْغِمُ الظِّلَّ أَنْ يَسْتَدِيرَ
نَحْوَ صَوْتٍ
ما عَادَ يُجِيدُ الرُّجُوعَ..
قَفْ،
فَالعَالَمُ يُصَفِّقُ لِلصَّمْتِ،
وَأَنْتَ تُفَجِّرُ الْكَلِمَاتِ
كَمَنْ يَشُقُّ ضُلُوعَهُ
لِيَسْتَلَّ قَصِيدَةً أَخِيرَةً
لَمْ تُقَلْ!
كَيْفَ لِقَلَمٍ أَنْ يُشْبِهَ النَّاي،
يَنْتَحِبُ فِي كُلِّ نَفَسٍ،
وَيُرَتِّلُ صَمْتَ الغَائِبِينَ
فَوْقَ أَكْفَانِ اللَّيْلِ؟
تَحْتَ كُلِّ سَطْرٍ
تُولَدُ مَجَرَّةٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَدَاعُ
فِي فَمِ الْحَبِيبِ،
وَيَتَفَجَّرُ الْوَقْتُ كَعَرُوسٍ تُزَفُّ
إِلَى فَجْرٍ لَنْ يُولَد..
قُلْ لِلْحُزْنِ:
إِنِّي كَتَبْتُكَ حَتَّى اسْتَنْزَفْتُ ذَاكِرَتِي،
وَرَسَمْتُكَ عَلَى نُدُبِي
كَمَنْ يَبْنِي مَعْبَدًا
مِنْ هَوًى وَشَظَايَا..
أَنَا الْكَاتِبُ الَّذِي
لَا يُنْقِذُ نَفْسَهُ،
بَلْ يُشْعِلُهَا فِي الْحَرْفِ،
لِتُضِيءَ لِغَائِبٍ
لَنْ يَرَى!
بقلم مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































