“بكيتُ غيابك…”
بكيتُ غيابك،
فهل سمعتَ نحيبَ قلبي؟
هل وصلتْكَ شهقةُ الروحِ،
حين نادتكَ من بينِ شقوقِ الصمت؟
سألتُ نفسي:
كيفَ أعيشُ في عالمٍ
لا تمشي فيه عيناكَ على وجهي؟
لا أسمعُ فيه دفءَ صوتك،
ولا أستنشقُ عطرك،
ولو على هيئةِ رياحٍ مهاجرة؟
إنك الغيابُ…
لكنّك أيضًا الحضورُ الذي
يُربكني كلّما حاولتُ نسيانك.
أتُراكَ تدري كم أفتقدُكَ؟
أنا التي حفظتُ مواعيدَ نبضِك،
وأبجديّةَ همسك،
وأنا التي ما زالتْ تخاطبُ صورتكَ
كما تخاطبُ الأرملةُ ظلَّ حبيبٍ لن يعود…
لا أريدُ الكثير،
فقط أن تهبّ نسمةٌ من قلبك
تمرّ بي…
تقول لي: “أنا هنا… لم أغب”.
ثم تهمس لنفسها أخيرًا:
ولكن…
غيابُك هذه المرّة أبديّ،
فاصبري يا أنا…
فالصمتُ أمامَ إرادةِ الربِّ
هو أصدقُ أنواعِ الحُبِّ.
ماريه حنا






































