“بيضاءُ الخُرافة”
طائرٌ يتلو تراتيل بابل القديمة،
وخوارزميّةٌ تُنصِّتُ على أذرعِ
القصائد -ملحمةٌ
جديدة.
ففي قلوبنا أبياتٌ مُنعت من الخروج…
حكامٌ، ومِفرقة،
أمواجٌ، وقواربُ،
وغريبةٌ أُخرى تُلقي خطبتها الأخيرة،
وكما المواسم السابقة، ننتظر بريدًا سرّيًا…
في الربيع القادم:
ستمطرُ السماءُ قحطًا،
الناسُ يُمزّقون أودية الأرض دمًا،
والنَسّاجون يَنشُرون النباتات فرحًا،
والنصوص تنبت من زهرة الكركديه -خوفًا.
تقول الناجيةُ الوحيدة:
“لا البِنايات، ولا الجداول،
تُفيانِ لسبر أغوار بيضاء الخرافة”.
ككلّ الآلهات القديمة،
يُخبِّئ الشِّعر معاركه في الخفاء،
ويَنثر أرخبيلاتٍ
في صُحُف الأبجديّة.
وكنتُ،
أُربِّت على كتفِ الخرافةِ مثل أمٍّ نسيت طفلها في الغرق،
كان وجهي نصفَ قناع، ونصفَ صلاة،
وكانت هي —
امرأةً تمشي على الماء،
تجرُّ خلفها ظلًّا من الهايكو،
وتقول لي:
“لا تقلقْ، فكلّ ما كتبته ليس سوى
ملاحظاتٍ على هامش القيامة.”
ففي هذا الصيف المكذوب…
هُدهُدةٌ تَنخُرُ رَهط الغابرين،
وعابرٌ يَحتَضِرُ في سبيلهِ
مَناظير القيامة…!
عبدالرازق عثمان






































