“الورد لا يُداس”
كان المساء يهبط على القرية بثقل الغيم، حين مشت “ليلى” بخطى واثقة نحو الساحة، تحمل بين يديها وردة حمراء، قُطفت من بستان أمّها الراحلة. في عينيها شجاعة لا تعرف الانكسار، رغم نظرات الحقد الّتي رمقها بها رجال الأمن .
تقدّم أحدهم، حذاؤه يعلو على التراب، ويده ممدودة نحو الوردة.
قالت، بصوت هادئ كالماء:
“الورد لا يُداس… احذر خبث الأنجاس.”
ضحك بخفة سُمٍّ لئيم، وقال:
“كلماتك لا تنقذكِ من الطاعة.”
فأجابت:
“قد تنكسر الوردة، لكن عطرها يبقى… أما أنتم، فتمشون على الطين ولا تتركون سوى أثرٍ من قذارة.”
ساد صمتٌ ثقيل، قبل أن يدير وجهه غاضبًا، ويتراجع.
أما ليلى، فوقفت هناك، تزرع الوردة في التراب من جديد.
كأنها تقول: ما دام في القلب نور… فلن تدوسني أقدام الظلم.
بقلمي سامية البابا
فلسطين






































