بقلم الشاعر : عبد الأمير طاهر البهادلي
(بوصلة الشّوق الأزليّ)
وكأنّني…
بوصلةٌ من شوقٍ أزليٍّ،
لا أمتلكُ في دفتيَّ سوى رغبتي إليكِ.
أينما أُديرُ رأسي،
تتجهُ إبرتي المثقلةُ بالهيبةِ
نحوَ نقطةٍ واحدةٍ، لا تتبدّل:
أنتِ، شمالي الأبديُّ في خريطةِ القلبِ.
لا أعرفُ وجهةً سواه،
مُذ أدركتُ أن كلَّ الدّروبِ دونه
ما هي إلا سرابٌ يلوحُ في صحراءِ العدمِ.
لا أطمئنُّ إلا عندَ نقطةِ إلتقاءِ كُلِّي بكِ،
حيثُ يتوقفُ دورانُ العالمِ في عينيَّ،
وتستريحُ روحي من شتاتِ المسافاتِ.
يمرُّني العالمُ بضجيجِه وزخمه،
موكبٌ من الوجوهِ والأصواتِ والظّلالِ،
وأنا، كراهبٍ يتأمّلُ نجمتهُ الوحيدةَ،
لا ألتفتُ.
كأنّكِ وحدكِ المعنى المتجسّدُ في كلِّ الإتجاهاتِ،
اللّونُ الوحيدُ في لوحةِ الكونِ الرّماديةِ.
كلُّ نبضةٍ في عروقي،
قِصَّةٌ ترويها دماءٌ تتقدُ بالظّمأِ إليكِ،
تسيرُ نحوكِ بخطواتٍ ثابتةٍ كقدرٍ محتومٍ.
وكلُّ غصّةٍ تستقرُّ في حنجرتي،
لا تهدأُ، لا تتحررُ،
إلا في فضائكِ الرّحبِ، حيثُ تتلاشى القيودُ.
أنتِ الإتجاهُ الوحيدُ،
الًذي لا يُخطئهُ الحنينُ،
بوصلةُ الرّوحِ الّتي لا تشيخُ،
أنتِ وجهةُ قلبيَ اليتيمِ،
ووطني الجميلُ، الّذي لم أعرفْ قبلهُ منفىً،
ولن أرتضي بعدهُ سِوى سكنٍ فيكِ.
بقلم الشاعر : عبد الأمير طاهر البهادلي
24 حزيران 2025






































